IMLebanon

واشنطن ولندن وباريس: لن نسمح بإسقاط الحكومة

تتوقّع اكثر من جهة سياسية بارزة، أن يبقى الشلل الحكومي قائماً حتى ما بعد عطلة عيد الفطر، بينما الفراغ الرئاسيّ أصبح مكرّساً وأمراً واقعاً وبمعنى أوضح لا رئيس جمهورية للبنان هذا الصيف، فكما نرى قصر بعبدا خالياً من حاكمه فان قصر بيت الدين لن يشهد هذا الصيف وكما هو التقليد المتّبع «صيفية رئاسية».

هذا ما تلفت اليه اوساط سياسية عليمة والتي تكشف عن مثلث مشاورات واتصالات جرت في الأيام القليلة الماضية من قبل سفراء الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا، وذلك قبل مغادرة السفير الاميركي دايفد هيل الى بلاده بعد انتهاء مهامه في لبنان، وعلم ان فحوى هذا الحراك من قبل هذه الدول المعنية مفاده أن واشنطن وباريس ولندن لن تسمح بأي تطيير أو إسقاط للحكومة السلامية تحت أي طائل، وبالتالي ثمة من تلقّف هذه الرسائل الدولية الهادفة لتأمين الغطاء والدعم للحكومة من اجل استمرار عمل المؤسسات في ظل الفراغ الرئاسي كذلك أن عواصم القرار المعنية تسعى بدورها لمنع امتداد نيران حروب المنطقة المشتعلة الى الداخل اللبناني وهناك توافق دولي اساسي على الاستقرار في لبنان وهذا الأمر يوليه المجتمع الدولي العناية المطلوبة ولهذه الغاية هناك تواصل ومشاورات حثيثة تجري باستمرار مع الجهات الاقليمية بغية الالتزام بهذا الاستقرار.

وتشير الاوساط الى ان الشلل الحكومي أربك كل المؤسسات العامة والخاصة وكان له التأثير السلبي على معظم القطاعات وتحديداً على ابواب الموسم السياحي وبمعنى أوضح ان مصالح الناس أصيبت في الصميم والأمور ستكون في غاية الخطورة، في حال لم يحصل اي تقدم على خط المساعي الجارية لعقد جلسة للحكومة، وينقل في هذا الاطار بأن الرئيس نبيه بري أبلغ رئيس الحكومة تمام سلام بأنه جاهز لهذه الجلسة في حال دعا اليها اي وزراء حركة أمل سيشاركون فيها، وفي غضون ذلك ثمة اجواء تُلمح الى أن تروي الرئيس سلام قطع مرحلة متقدمة ويحظى باجماع وتغطية لانعقاد مجلس الوزراء خلال خلال اسبوع في حال سارت الامور كما يرام ولم تحصل تطورات تنسف المساعي الجارية على جبهة المكونات المشاركة في الحكومة.

وفي سياق متصل يُبدي احد الوزراء قلقه ومخاوفه من حصول انعكاسات خطرة على لبنان بفعل هذه الفرملة المتعمّدة للحكومة ودورها وعملها بسبب التعيينات الأمنية وستكون هذه السلبيات على كل الافرقاء دون استثناء وبدت بعض الوزارات تلمس وتشعر بتلك العوامل التي من شأنها أن تؤدي الى ما لا يحمد عقباه في حال استمر هذا الشلل قائماً وخصوصاً انه يأتي في مرحلة هي الأصعب في تاريخ لبنان والمنطقة وحيث الحروب الملتهبة تأكل الأخضر واليابس ولبنان أرضه خصبة والنيران قد تدخل اليه دون استئذان اذا تفاقمت الأوضاع على حدوده مع سوريا وعندئذ ماذا بوسع المجتمع الدولي أن يفعل له ولا سيما أن الاولوية لدى عواصم القرار منصبّة على اهتمامات أخرى وتحديداً ما يحدث في سوريا والعراق واليمن، وهنا يكشف الوزير المذكور أنه وخلال مناسبة اجتماعية قال له سفير غربي «على البعض في لبنان أن يستوعب ويدرك مآل هذه المرحلة اذ لبنان وبصراحة مطلقة ليس على أجندة الاهتمامات الدولية كأولوية ضمن ملفات المنطقة حتى أن هذه الدول لم تعر الملف الرئاسي الاهتمام المطلوب لأنها تعي كثرة العراقيل والتعقيدات المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية وتركز على استقرار الأوضاع في لبنان وتعتبر ذلك الأهم في الظروف الراهنة، ومن هذا المنطلق الاهتمام ينصبّ على تسليح الجيش اللبناني لأجل هذا الاستقرار وأن تكون له كل القدرات والمقومات من أجل مواجهة الأعمال الارهابية وقد نجح هذا الجيش في هذه المهام بفعل ما وصل اليه من اسلحة متقدمة وقرار تسليحه متخذ على أعلى المستويات.

وأخيراً تختم الأوساط متخوّفة من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل فاضح وغير مسؤول، وهنا يقول النائب مروان حمادة سبق لنا وحذّرنا منذ فترة طويلة من مغبة الاقدام على خطوات تعطيلية بفعل نزوات شخصية على خلفية تعيينات أمنية ضمن هيصة تحصل في الرابية على مدار الأسبوع والنتائج الآن تعطيل مصالح الناس وفرملة القطاعات الانتاجية والخدماتية والسياحة.