IMLebanon

واشنطن خارج سجال التمديد لقهوجي أو تعيين روكز خلفاً له تجد صيغة النظام اللبناني مدخلاً لحلّ صراعات دول المنطقة

واشنطن ـ

لا ينسحب الاهتمام البارد للولايات المتحدة الأميركية بالملف الرئاسي اللبناني على غير ملفات او قضايا او استحقاقات تواجه الواقع اللبناني، اذ ان اعتبار واشنطن بان دخولها على غرار محطات سابقة بقوة على خط الاستحقاقات يتطلب مناقشة الامر مع الجمهورية الإيرانية الاسلامية، وهو ما تتجنبه في مرحلة المفاوضات النووية معها، لكي لا يدخل هذا «التفصيل الهامشي الشيطاني » في طيات الحوار بين دول مجلس الامن زائدا ألمانيا وبين طهران التي تخوض مواجهة متعددة الاوجه مع العالمين الغربي والعربي، بما يتطلب عندما مراعاتها والتنازل أمامها من جانب المفاوض الدولي بحيث ترفع سقف مطالبها

ولذلك فإن اعتبار إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما ان الملف الرئاسي من الجانب ذا الصلة بها هو حاليا في الثلاجة، وفيما خص الجانب اللبناني هو استحقاق «على عاتق » اللبنانيين

لكن الامر هو غير ذلك لدى الولايات المتحدة فيما خص استحقاق التعيينات العسكرية والأمنية وحصرا ما له علاقة بقيادة الجيش اللبناني بعد ان رافقت هذا الملف عن كثب نتيجة اهتمامها بالجيش اللبناني ودعمه لمواجهة الاٍرهاب، اذ بعد الذي اصاب عدة جيوش عربية من تفكك وانهيار في حين يستمر الجيش اللبناني في قتاله المجموعات الإرهابية محافظا على وحدته وتماسكه خلافا لهذه الجيوش، تجد ان المضي في تسليحه من جانبها هو خيار استراتيجي يتكامل مع الخطة الدولية لمواجهة «داعش» وسائر المجموعات الإرهابية والتكفيرية.

ولذلك فإن مسألة موقع قائد الجيش اللبناني لناحية بقاء العماد جان قهوجي على رأس هذه المؤسسة من خلال التمديد له من باب عدم تسريحه ، ام تعيين قائد فوج المغاوير العميد الركن شامل روكز ام اي ضابط آخر هو امر لا تتوقف أمامه مطولاً، بقدر ما تتوقف امام الفراغ في قيادة الجيش اللبناني، لكون لا منطق عسكرياً ناتج عن خبرات ووقائع يقر بامكانية مواجهة اي جيش لتحديات دون توفر قائد على رأسه «لتحريكه» وأدارته لمعاركه، فكيف بالحري اذا ما كان الجيش هذا يقاتل مجموعات ارهابية «دون رأس»لاتخاذ القرارات والتنسيق بين وحداته المقاتلة بأمرة حازمة.

ولذلك فإن واشنطن التي «تنأى بذاتها» عن اشكالية التعيين والتمديد والأسماء تتمسك بضرورة وجود قائد برتبة عماد لإدارة الجيش اللبناني لعلمها بهيكلية وترابية ورتب هذه المؤسسة، تريد عدم الفراغ خاصة بعد ان شارك الجيش اللبناني في اجتماعات دول التحالف لمواجهة «داعش» من خلال قائده الرسمي التي عقدها الرئيس اوباما كما في غير لقاءات تندرج في السياق ذاته، اذ ان الفراغ القيادي في المؤسسة يرتد انعكاسات معنوية سلبية على الجيش اللبناني داخليا وخارجيا عدا عن مضاعفات سيئة على دوره، فمن غير الطبيعي ان يتولى قيادة الجيش في حال الفراغ ما يمكن اعتباره قائماً بالاعمال.

ومسألة الفراغ الرئاسي لا يمكن ان تكون مدخلا لتعديل النظام على ما هو الكلام، اذ ان صيغة الطائف وما تحمل من مشهد للتعايش بين كافة مكونات البلد الواحد، تجده مثالا مفترض تطبيقه على كل دول النزاعات في المنطقة، اذ هو المثال الأكثر نجاحا لاستيعاب تداعيات صراعات أخذت ابعادا مذهبية، ولذلك فأن روحية اتفاق الطائف اللبناني تختزل الحل المرتقب في حال كان من نهاية لأي ازمة تشهدها دول الشرق الأوسط.

والقلق اللبناني من ازمة النازحين السوريين، لا يتطابق مع الرؤية الأميركية لناحية ما يرتبه هؤلاء على هذا البلد، فالكلام في واشنطن انها تقدر حجم هذه الأزمة واستقبال لبنان لعدد كبير منهم يفوق قدرته ولذلك تمده الادارة الأميركية بالدعم المالي وتشجع المؤسسات والمنظمات الدولية على المساعدات الممكنة.