حُسم موضوع رفض السفارة الأميركية في بيروت اعطاء وزير الصحة جميل جبق تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في مؤتمر لوزراء الصحة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. فوزير حزب الله لم يتمكن من الانضمام الى وفد رئاسة الجمهورية الذي غادر الى نيويورك يوم الأحد الماضي، بعدما فشلت كل الجهود التي بذلت سواء من وزارة الخارجية اللبنانية او سواها لترتيب الموضوع. ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه من دون ان يكون هناك اي جواب واضح له، وهو السؤال نفسه الذي طرحه النائب في الحزب «التقدمي الاشتراكي» بلال عبدالله «كيف تعطى تأشيرة دخول لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى نيويورك، وتحجب عن وزير الصحة اللبناني جميل جبق؟»
بحسب مصادر مطلعة على موقف حزب الله، فان «الرفض الاميركي لا يمكن أن يكون مرتبطا مباشرة بالعقوبات والضغوطات على الحزب، فاذا كان هناك قرار بعدم اعطاء تأشيرات لوزراء الحزب الذي تعتبره الادارة الأميركية ذراعا من أذرع ايران في المنطقة، فالأجدر بها حجب التأشيرات اولا عن الأصيل لا الوكيل». وتضيف المصادر: «لكن طالما منح ظريف كما الرئيس الايراني التأشيرات، فذلك يجعل حجبها عن جبق غير مبرر أو مفهوم، وان كان ظريف أعلن مؤخرا ان الولايات المتحدة الأميركية أبلغته عن طريق رسالة مرفقة بتأشيرة الدخول التي منحوه إياها الخميس الماضي، بأنه ليس مؤهلاً للحصول على تأشيرة دخول إلى أميركا».
وتشير المصادر الى ان «ما حصل قد يكون نتيجة اللغط الذي حصل حول تأشيرة جبق نفسها، بحيث ان السفارة الاميركية في بيروت كانت قد طلبت من وزير الصحة ارسال جواز سفره اليها قبل نحو 4 أشهر لاعطائه تأشيرة جديدة وأعادت الكرة قبل شهرين، الا ان الوزير المنشغل في سفرات أخرى أخر الموضوع لاعتباره ان الامر لن يتطلب أكثر من 24 ساعة. ولذلك ارسل جوازه قبل شهر ونصف، فلم يحصل على التأشيرة سريعا واضطر لسحبه مجددا لارتباط خارجي طالبا عند جهوزها ابلاغه كي يعيد ارسال الجواز، وهو ما لم يحصل». وتضيف المصادر: «لو كان هناك قرار من الخارجية الاميركية بعدم اعطاء تأشيرة للوزير لما كانت السفارة في بيروت اتصلت اصلا به قبل 4 اشهر للطلب منه ارسال جوازه… الامر قد يكون مرتبطا باللغط الذي حصل خلال الاشهر القليلة الماضية… وطالما العلاقة بين الطرفين اصلا ليست علاقة طبيعية، وصلت الامور الى ما وصلت اليه وهو على الارجح نتيجة «تكبير راس» من قبلهما».
ولعل ما يفتح الباب على استنتاجات أخرى، هو ما أفادت به وكالة «فارس» الإيرانية يوم الأحد الماضي عن امتناع واشنطن عن إصدار تأشيرات لمساعدي الرئيس الإيراني حسن روحاني المسؤولين عن تنظيم برامجه ولقاءاته في نيويورك، وللفريق الإعلامي الإيراني المرافق له، ما دفعها للاستنتاج بأن «واشنطن تمارس نوعا من التقييدات على زيارة الرئيس روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف بهدف الحد من تأثيرهما، إذ حصرت تأشيرة روحاني ووجوده في نيويورك لمدة قصيرة، وجعلت تحركاته بين مكان إقامته ومبنى الأمم المتحدة والبعثة الإيرانية فقط».
هذا وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤول رفيع المستوى بالإدارة الأميركية أن السلطات الايرانية طلبت تأشيرات لـ124 شخصا ضمن وفدها المشارك في الجمعية العمومية، إلا أن الخارجية الأميركية رفضت منح التأشيرة لأربعين عضوا في الوفد بدعوى ارتباطهم بالحرس الثوري الإيراني الذي صنفته واشنطن قبل أشهر في قائمة التنظيمات الإرهابية، ما يؤدي تلقائيا لربط ما حصل مع جبق مع ما حصل مع هؤلاء الاعضاء الـ40، بخلاف اننا هنا نتحدث عن وزير لبناني لا عن اعضاء وفد قد يكونون من الدبلوماسيين او الاعلاميين.
فهل تتضح صورة ما حصل مع الوزير جبق قريبا ام ان الادارة الاميركية ستتمسك بابقاء ما حصل مبهما لخلفيات باتت معروفة؟