تحضيرات أميركية لزيارة اللواء ابراهيم
واشنطن تتجاوب مع مطالب المشنوق.. الأمنية
كثيرة هي اللقاءات التي يعقدها نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لاري سيلفرمان في مكتبه مع الزوار اللبنانيين، وكثيرة هي الزيارات اللبنانية في هذه المرحلة للعاصمة الأميركية للإطلاع على حقيقة الموقف من التطورات في المنطقة وانعكاسها على لبنان، إلا أن حفاوة الاستقبال وبرامج اللقاءات لا تعكس بالضرورة الاهتمام بلبنان كأولوية في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، ذلك أن واشنطن معنية ـ بحسب مصادر أميركية ـ بالحفاظ على الوضع القائم من الاستقرار وتعزيز ذلك عبر دعم القوى الأمنية والعسكرية وعلى رأسها الجيش اللبناني بقيادة العماد جان قهوجي كما باقي الأجهزة الأمنية التي يشرف عليها وزير الداخلية نهاد المشنوق من قوى أمن داخلي وأمن عام بقيادة اللواء عباس إبراهيم الذي يتم التحضير لزيارة هي الأولى من نوعها له الى الولايات المتحدة بصفته الأمنية الحالية، وهي زيارة تحظى باهتمام لناحية برنامجها من أجل تأمين مقومات نجاحها.
الاهتمام بالأمن في لبنان عبر عنه السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل عندما أشار في كلمة ألقاها في مأدبة السفير اللبناني أنطوان شديد على شرف وزير الداخلية، الى أهمية الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني، وهو أيضا ما أثنى عليه سيلفرمان أيضا الذي أشاد بما قام به لبنان على صعيد محاربة «داعش» و «النصرة»، معتبرا ان أميركا لديها التزام تجاه لبنان وهو كان سعيدا برؤية المساعدات العسكرية تصل الى بيروت، شاكرا البنتاغون لايصال هذه المساعدات، مؤكدا الوقوف الى جانب لبنان.
الزيارة التي وصفها المشنوق بالإيجابية في ما يتعلق بالتجاوب مع الطلبات اللبنانية (التدريب العالي للعناصر الأمنية وتحديث التكنولوجيا ولا سيما ما يعرف بـ «البيومتريك» إضافة الى الإعلان عن مساعدات للنازحين السوريين في مؤتمر الكويت بقيمة 600 مليون دولار)، تم خلالها مناقشة الملفات السياسية ولا سيما رئاسة الجمهورية وملف الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» وهو ما تم طرحه مع المسؤولين في الخارجية، حيث كرر المشنوق موقفه المعروف بشأن إبعاد الملفات الخلافية عن الحوار القائم، معتبرا أن ذلك يساعد في الحفاظ على الاستقرار الداخلي وحماية لبنان من الخطر الذي يتهدده نتيجة الحرائق في محيطه.
الهم اللبناني ولا سيما السياسي ليس من أولويات الإدارة الأميركية في هذه المرحلة، المنشغلة بالتطورات الميدانية العسكرية والأمنية في المنطقة من اليمن الى العراق وصولا الى سوريا، إضافة الى ملف المفاوضات مع إيران، وانطلاقا من هذه الخارطة يبقى الهاجس أمنيا ومصلحة مشتركة لمختلف الأطراف الفاعلة في لبنان.
وقد توقفت مصادر ديبلوماسية عند خطوة اختيار السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل الى باكستان في هذه المرحلة، وربطت هذه المصادر بين خلفية السفير هيل كخبير في الشؤون العربية حيث شغل مواقع في عدد من الدول العربية وهو يتكلم العربية أيضا، وبين محاولة تشكيل محور يضم باكستان والسعودية ودول مجلس التعاون ومصر وهو عبر عن نفسه في أحداث اليمن.
بدوره، أكد الوزير المشنوق، في محاضرة ألقاها في معهد ويلسون في واشنطن، ان «الشرق الاوسط أمام مفترق طرق وجودي»، معرباً عن قلقه من استمرار التصرفات الايرانية حتى بعد الوصول الى اتفاق حول برنامجها النووي». وتخوف من أن يؤدي رفع العقوبات إلى توفير المزيد من الأموال والموارد للحكومة الايرانية لزيادة تدخّلها ونفوذها في المنطقة، وقال إن «إيران تعتبر لبنان اليوم جزءاً من منطقة نفوذها وسياساتها في لبنان وهي تزعزع استقراره وتقسّم بلدنا»، لافتاً الانتباه إلى أن «أحداث اليمن تذكير بالنوايا الحقيقية لإيران».
وأشار المشنوق إلى أنه «لا يمكن الاعتماد على محاربة تطرف مذهبي بتطرف مقابل»، وقال: وحده الحل السياسي قادر على سحب البساط من تحت أقدام «داعش»، ورأى أن استراتيجية مكافحة الإرهاب في لبنان تعتمد على ركائز عدة أولاها انتخاب الرئيس الذي يعتبر شرطاً مسبقاً لنجاح أي إستراتيجية، وثانيتها تحسين مهنية القوى الأمنية في لبنان، وذكر أن حوار «تيار المستقبل» مع «حزب الله» ساعد على تأمين بيئة مستقرة وتخفيف التوتـر السني الشيعي وسمح لنا في منع انتقال الأزمة الإقليمية إلى لبنان.
وفي العشاء الذي أقامه على شرفه السفير أنطوان شديد، أكد المشنوق أن لبنان نجح في السباحة «في مياه هائجة فجيشنا والقوى الأمــنية هــي في الخطوط الامامية في الحرب ضد الإرهاب وقد رفضنا جميعاً وموحدين التطرف والتعصب».
كما حضر العشاء كل من النائب باسم الشاب وعضوي الكونغرس مايك بومبيو ودادي بينغل، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الاوسط ماتيو سبينس ولاري سيلفرمان والسفير هيل.