السياسة الوحيدة الواضحة لدى الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، هي الحد من النفوذ الإيراني. حتى الآن لن تسلك واشنطن طريق المواجهة المباشرة عسكرياً مع إيران، وفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع. انما ستفرض عليها عقوبات ذات صلة بدعمها للإرهاب وما يتعلق بحقوق الإنسان. ويبدو أن هناك أكثر من وسيط في هذا الملف يبلغ إيران الرسائل الأميركية ويتحدد الأداء على أساسها.
ففي الموضوع السوري، يتم التعامل أميركياً مع روسيا التي باتت تعد الضامنة للتفاهمات، أن في ما يتصل بالجنوب السوري، أو مكافحة «داعش» أو ما يتصل بما يسمى بالهلال الشيعي المضبوط عبر الروس. ويتم التعامل مع الملف الإيراني «بالمفرق» في إطار ربط النزاع. وهناك وسطاء عدة غير روسيا، منهم قطر وسلطنة عمان.
مع الإشارة، بحسب المصادر، إلى أن هناك حدوداً معينة تعرفها إيران ولا تتخطاها، مع أنها ستعمل للإستفادة من التململ الأوروبي من السياسة الأميركية حيث تتهم أوروبا واشنطن بأنها لا تراعي سياساتها ومصالحها. هناك خطوط حمر ارتسمت، ضمنتها روسيا، وهي ممنوع السلاح الكاسر للتوازن في الجولان، وممنوع التلاعب بمضيق الخليج العربي، ومساعي عديدة لتطويق إيران سياسياً.
بالنسبة إلى «حزب الله» فإن الطريقة الوحيدة لحل مسألة هذا الحزب، هي التفاهم مع إيران، وهو الأمر الذي ليس وقته ألان. ويشكل الحزب ملف في حد ذاته لدى الإدارة الأميركية، وفقاً للمصادر، ولا يمانع الاميركيون في أن يساهم الحزب في التنظيف من «داعش».
لكن في الوقت نفسه يتم العمل أميركياً لتطويقه وبعد معركة جرود عرسال حيث تبلغت الإدارة «النقزة» الإسرائيلية من دوره. وتعمل الإدارة لتطويقه على مستويات عدة، في مقدمها المالي، ثم السياسي، ثم من خلال السعي لتوسيع مهمة «اليونفيل» لتشمل «حزب الله»، على إعتبار أن واشنطن تعتبره إرهابياً.
والأهداف التي تكمن وراء الكلام عن تعديل مهمة «اليونفيل» هي في:
– أن تقدم هذه القوة بدور في مكافحة الارهاب، لأن واشنطن وإسرائيل تعتبران «حزب الله» إرهابياً. فيتم في هذه الحالة منعه من تهريب السلاح إلى لبنان، وذلك بواسطة «اليونفيل».
– توسيع المهمة أي لكي يشمل كل الحدود اللبنانية، الشواطئ حالياً مشمولة، لكن المسعى لأن تشمل الحدود البرية الشمالية والشرقية لمنع إمتداد النفوذ الإيراني إلى لبنان أي إلى المتوسط.
– إيجاد حل للتخوف من وجود قاعدة عسكرية ومهمة لـ«حزب الله» لمواجهة إسرائيل من الناحية السورية للحدود البنانية – السورية، وذلك نتيجة دور الحزب في معركة جرود عرسال بحيث إذا حصل تفاهم مع الروس لإستخدام المنطقة من جانب إيران والحزب، مقابل التفاهم الذي حصل حول الجنوب السوري حيث لا دور للحزب هناك. وبالتالي أي وجود لـ«اليونفيل» على تلك الحدود، يحد من تحرك المقاومة والمجال الخلفي لها أي في لبنان.
– إذا تأزمت في التسوية السورية وتعقد حصول اتفاقات، يصبح لدى، الغرب وإسرائيل، قوة غربية تبعد ٣٤ كلم عن دمشق معقل النظام.
– إذا لم يعجب لبنان السياسة التي قد تتبع دولياً حيال اللاجئين السوريين، يمكن للدول وضع حماية دولية على المخيمات في ظل أن التغيير في الديمغرافيا في سوريا لا يستبعد معه أن يتم حصول تعديلات في الديمغرافيا في لبنان.
– الأميركيون يريدون مع تقديرهم لدور الجيش، أن يقوم أيضاً وبطريقة غير مباشرة بما يخدم مصالحهم. والتخفيف من العناصر التي تقلق إسرائيل على الحدود.
– إذا تم تدويل كل ذلك، عشية إستخراج النفط، يعني أن النفط المستخرج يصبح بدوره عرضه للإرادة الدولية. ما يتوجب على الدولة منذ اللحظة الأولى لعملية الإستخراج أن تكون جاهزة لحماية نفطها.
– هناك اسئلة تطرح حول إمكان أن تحصل مكافحة دولية للمخدرات والحشيشة في البقاع، إذا لم يؤد دور الدولة في ذلك إلى نتيجة.