IMLebanon

واشنطن تعتبر إيران خطراً استراتيجياً..وسوريا ليست أولوية

 

ما هو التمايز الحاصل بين السياسة الاميركية حيال ايران وسياستها حيال النظام السوري، ولماذا يوجد هذا التمايز؟

 

تقول مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان التمايز في السياسة الاميركية حيال كل من ايران وسوريا، يعود الى مسألة اساسية هي ان المشكلة مع ايران مختلفة عن المشكلة مع سوريا. مع ايران، الولايات المتحدة تواجه مشكلة استراتيجية، لكن مع سوريا ليست المشكلة استراتيجية. ومع ايران هناك تاريخ طويل من العداء بين الطرفين، نتجت عنه عقوبات اميركية على ايران، ثم اتفاق نووي اذا خرقته ايران يعتبر مشكلة. هناك عقوبات على ايران في شأن الصواريخ الباليستية وحقوق الانسان والارهاب، اما العقوبات حول النووي فأزيلت تدريجياً بعد التوقيع عليه، وحصلت حوافز لتطبيقه من الادارة السابقة، عملت الادارة الحالية على وقف العمل بها.

 

فضلاً عن ذلك، الغرب وواشنطن يعتبران ان ايران داعم اساسي للارهاب. وهي تمثل خطراً على اسرائيل، ثم انها داعم اساسي للمنظمات الارهابية، بحسب المصادر، مثل دعمها لـ “حزب الله” في لبنان وللحوثيين في اليمن وللمعارضة الشيعية في البحرين والميليشيات العراقية.

 

وبالنسبة الى الموضوع السوري، فان الولايات المتحدة تعتبر ان التحالف الايراني مع النظام جعله يصمد، وان هناك خطورة في فتح جبهة الجولان وتحريكها بدعم ايراني، اي المسألة مع سوريا هي استخدام ايران لها لتحويلها الى موقع من شأنه تعزيز نفوذ ايران في المنطقة ودورها الاقليمي.

 

وبالتالي، تؤكد المصادر ان الموضوع الايراني بالنسبة الى الولايات المتحدة يمثل خطراً استراتيجياً، وهو الامر غير الموجود بالنسبة الى التعامل مع النظام السوري. الخوف من امتلاك القنبلة النووية الايرانية، ليس موجوداً بالنسبة الى سوريا، التي تفتقر الى هذه المقومات العسكرية – الامنية. وليس لدى سوريا ميليشيات في الشرق الاوسط تمثل خطراً استراتيجياً في اطار السعي للسيطرة عليه، وان كان النظام حليفاً للميليشيات الايرانية.

 

الوضع مختلف تماماً، لذلك كانت اولوية الادارة الاميركية اتخاذ موقف بالنسبة الى ايران والحد من نفوذها، مثل محاربة «داعش»، على ان تتم معالجة النظام السوري في وقت لاحق.

 

وبحسب المصادر، فان سوريا لا تمثل اولوية اميركية. حتى انه على الرغم من الاولوية الايرانية، لكن ايضاً فان هدفها الحد من نفوذها وسلطتها في الشرق الاوسط، ولا يتضمن الامر خطة واضحة مع تفاصيلها. وفي الاساس لم تضع بعد الادارة خطة لطريقة تعاملها مع الازمة السورية. ففي منطقة الرقة السورية انتهى تنظيم «داعش»، لكن ليست واضحة الطريقة التي ستتبعها واشنطن في ادارة المناطق المحررة من «داعش» حتى خطة تيليرسون بالامس لم تتضمن شيئاً جديداً حول سوريا سوى تثبيت الموقع.

 

الفرق في انعدام وجود الخطتين هو ان اسرائيل اولوية، ومحاربة واشنطن لايران لها علاقة بهذه الاولوية. في حين ان النظام السوري ضعيف على الرغم من استمراريته، وحزب الله في سوريا يعاني. والنظام ليس خطراً على واشنطن ولا على تل ابيب. لذلك التركيز هو على ايران.

 

حتى الآن، عملت واشنطن على زيادة الامكانات لمحاربة «داعش» وعلقت الاعفاءات حول تنفيذ الاتفاق النووي المعقود مع ايران. لكن الادارة التي مضى على تسلمها نحو السنة، لم تقم في المنطقة او في ملف ايران وسوريا بخطوات اساسية.

 

كل الادارات الاميركية تأخذ وقتاً لبلورة سياستها الخارجية، لكن هذه الادارة ستستغرق اضعاف الوقت المعروف، نظراً لعدم استكمال التعيينات الادارية، والتخبط الداخلي. والوضع السوري حتى الآن متروك وفق معادلة ان الادارة لا ترغب بنزاع مع الروس حول سوريا، ولن تساعد المعارضة كثيراً، لكنها تضغط في التمويل، بمعنى انها لن تساهم في اعادة اعمار سوريا او تُطلق هذه المساهمة دولياً، الا بعد الانتهاء من الحل السياسي.