لان ورشة العمل والبناء لا تتوقف ولان تحصين الانتصارات التي حققتها معركته «فجر الجرود» تحتاج للمتابعة تستمر زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى واشنطن في يومها الرابع وفقاً للمرسوم لها وبرنامجها المحدد، في الطريق نحو تحقيق الرؤية الجديدة لجيش لبناني حديث.
ورغم تاجيل الزيارة التي كان حدد موعدها آب الماضي لتزامنها مع انطلاق عملية «فجر الجرود»، التي استدعت بقاء القائد لادارة العمليات العسكرية، بقي جدول اعمالها قائما، في دلالة واضحة للتكريم والاحترام الذي تكنه القيادة الاميركية للضيف اللبناني، واعجابا بهذا الجيش الذي حقق ما عجزت عنه اكبر الجيوش، علما ان السفارة الاميركية في عوكر نكست العلم الاميركي فوقها حدادا على العسكريين الشهداء الذين اسرهم «تنظيم الدولة الاسلامية».
ولعل من ابرز محطات ونتائج تلك الزيارة ما كشفه التكريم الذي اقامته جامعة الدفاع الوطني لخريجها العماد جوزاف عون الذي كشف امام مكرميه عن جانب من خطته لتطوير الجيش ومن بين ابرز بنودها انشاء جامعة مماثلة في لبنان خلال السنتين القادمتين، ما لاقى تأييدا قوياً من قبل الجانب الاميركي الذي ابدى استعداده للمساعدة لتحقيق هذه الخطوة وتقديم كل المطلوب، واستنادا الى ذلك ستعقد سلسلة من الاجتماعات بين الجانبين لوضع اسس الجامعة. وتكمن اهمية انشاء هذه الجامعة في لبنان لدورها الذي ستلعبه على صعيد تدريب الضباط من رتبة عقيد وعميد، وكذلك كبار الموظفين في الدولة اللبنانية من الفئة الاولى، حيث يلعب هؤلاء دورا فاعلا في صنع القرار في الدولة في الامور المصيرية، بمعنى مشاركة القرار بين السلطتين العسكرية والمدنية كاعلان الحرب او غيرها من القضايا الوطنية.
كذلك كان للقائد سلسلة من اللقاءات مع عدد من الشخصيات والقيادات في البنتاغون ابرزها روبرت كرم، الرجل الثاني في وزارة الدفاع والذي يشغل منصب مساعد الوزير جايمس ماتيس لشؤون الشرق الاوسط، ومايكل راتني ممثل وزارة الخارجية والعلاقات العامة في منطقة الشرق الاوسط، وتعتبر هاتان الشخصيتان من ابرز العاملين الى جانب وزير الدفاع وتعتبران من المفاتيح الاساسية والمؤثرة في القرار حول المنطقة، لذلك كان من المهم التواصل المباشر معهما حيث تناول الحديث تجربة الجيش في مواجهة الارهابيين والسبل الآيلة لتحقيق الانتصار على تلك الجماعات الارهابية، كما شرح القائد لرؤيته وافكاره حول مستقبل الجيش في السنوات القادمة،في المقابل كان هناك ثناء اميركي على دور المؤسسة العسكرية اللبنانية والتقدير للانجازات التي حققتها في الداخل وعلى الحدود،بوصفها المؤسسة الضامنة للاستقرار والتي يعول عليها الاميركيون.
وفي لفتة تكريم وتقدير، اقام قائد القيادة الوسطى الاميركية ،الذي يدخل من ضمن صلاحياته لبنان، الجنرال فوتيل، حفل عشاء على شرف العماد قائد الجيش، وصفت اجواءه بالودية وامتد لفترة اطول من المحدد، كما شارك فيها الدكتور مايكل بيل الذي يشغل منصب مساعد مستشار الامن القومي لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، ويتمتع بدور فاعل في الفريق الرئاسي للبيت الابيض، حيث عقدت «خلوة» جانبية بينه وبين العماد عون تناولت مجموعة من المواضيع حول الامور في المنطقة وتسليح الجيش اللبناني واعادة بنائه،وسط انتباه شديد لمواقف الضيف اللبناني.
وكما في لقاءه الاول مع رئيس هيئة الاركان المشتركة في اليوم الاول للزيارة كان هناك اجماع من جميع القيادات التي التقاها القائد على استمرار الدعم الطويل الامد والمطلق وغير مشروط للجيش اللبناني وتعزيز العلاقات وتقويتها بعيدا عن اي مواضيع اخرى نتيجة الثقة الكبيرة بقيادة العماد عون الشجاعة والجدارة التي اثبتتها المؤسسة العسكرية اثبتت جدارتها في الحصول على المساعدات والدعم،بعدما نجحت في تحقيق الكثير.،بحسب ما تؤكد مصادر مقربة من الوفد المرافق الى واشنطن.
عشاء التكريم كان سبقه قبل ساعات لقاء بين فوتيل وعون بحث التعاون بين الجيشين الاميركي اللبناني وسبل تعزيزه ودعم وتطوير قدرات الجيش اللبناني، حيث اثنى الجنرال فوتيل على انجازات الجيش، وعلى قرار القيادة العسكرية اللبنانية بتعزيز انتشار وحداتها جنوب الليطاني وفقا لمندرجات القرار الدولي 1701، فيما شكره قائد الجيش على حفاوة الاستقبال والدعم الدائم و«انحيازه» لمصلحة دعم الجيش وللدور الذي يلعبه على هذا الصعيد، خصوصا ان علاقة ودية تربط بين عون وفوتيل نتيجة للقاءات المتكررة بين الشخصين، حيث «يتهم» الاخير بانه من اكثر المتحمسين والداعمين لزيادة المساعدات للجيش اللبناني.
يشار على هذا الصعيد الى ان اللقاء الذي عقد مع بين الجنرالين والمحدد موعده سابقاً تزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي حول الارهاب، وحول لقائه مع البطريرك الماروني اشارت المصادر الى ان اللقاء جاء عرضيا ولم يخطط له مسبقا، قبل ان يلتقي وفدا من الجالية اللبنانية اطلعه على اوضاعها مبديا دعمه الكامل للمؤسسة واستعدادهم لتقديم كل مساعدة ممكنة.
مع انتهاء جولة القائد ينتظر ان تصل الى بيروت السبت لجنة من الكونغرس الاميركي، حيث على جدول اعمالها مجموعة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين لمتابعة البحث في المساعدات المقررة للبنان ،عشية اعداد الموازنة الاميركية بشكلها النهائي، في اثبات جديد على عمق الشراكة الاميركية – اللبنانية خصوصا على الصعيد العسكري والامني،بعدما اثبت هذا التعاون اهميته وقدرة القيادة العسكرية على استثماره في مكانه الصحيح.