مسؤول أميركي: سأقاتل مع لبنان.. ضد «داعش»
واشنطن قلقة: تجنبوا الخطأ جنوباً.. لا نضمن إسرائيل!
يقول مسؤول في البنتاغون الاميركي أمام زواره اللبنانيين ان بلاده كانت تتمنى لو أنه كان للبنان رئيس جمهورية منذ نهاية ولاية الرئيس السابق، «لكان ذلك سهّل التعامل بين بلدينا، ولاسيما على صعيد دعم الجيش اللبناني».
بهذا المعنى، يكاد لا يلحظ الأمر الرئاسي الا من زاوية تأثيره على برنامج المساعدات العسكرية للبنان وبالتالي على مواجهة الارهاب وتحصين أمن لبنان واستقراره.
وقد سمع الوفد البرلماني اللبناني الذي زار واشنطن مؤخرا، عتبا أميركيا على التقصير اللبناني غير المبرر بالتواصل الدائم مع الدوائر التي تشارك في صنع القرار في الادارة الأميركية، وأعطوا مثالا على ذلك كيف أقدم الأردنيون على انتداب عشرة موظفين برتبة ديبلوماسيين في سفارتهم مهمتهم مواكبة اعمال الكونغرس الأميركي، ناهيك عن زيارات الملك الأردني الدورية.
استنتج الزوار ان للتواصل والحضور اللبناني الرسمي في اميركا حسناته، واهمها قطع الطريق على فريق سياسي لبناني يتباهى بانتمائه الى «الخط السيادي»، بينما وظيفته التحريض على جهات لبنانية، ووصولا الى محاولة تعطيل زيارة الوفد البرلماني اللبناني عبر دعوة النواب الأميركيين الى عدم استقباله لأنه «يأتي للتحدث باسم حزب الله».
في الخارجية الاميركية قيل للوفد البرلماني: «حرصنا على لبنان كبير جدا، نحن معنيون بأمنه واستقراره، وبأن يبقى بمنأى عن اية مخاطر». وفي البنتاغون، «اعجاب بقائد الجيش العماد جان قهوجي، وقيادته حرب لبنان على الارهاب».
وهنا يقول مسؤول كبير في البنتاغون نحن نقدر الجيش اللبناني، هو افضل من يستخدم السلاح الاميركي، السلاح الذي يصله يحرص عليه، لا يتسرب الى خارج الجيش، ولا يُساء استخدامه، بل هناك دقة في استعماله. وانه برغم قدراته المتواضعة، من اهم الجيوش التي تحارب الارهاب، ولذلك دعمنا له سيستمر ويتضاعف الى ابعد الحدود».
انزعج الاميركيون جزئيا من الخطوة السعودية بإلغاء هبة الثلاثة مليارات المخصصة لتوريد سلاح وذخائر للجيش اللبناني عن طريق الفرنسيين حصرا، ولكنهم كانوا مستائين بشدة من إلغاء هبة المليار دولار، ويقول مسؤول اميركي «لم نستطع ان نفهم او نتفهم هذا الالغاء، استغربنا التوقيت، وسألنا عن الغاية. قلنا للسعوديين خطوتهم ازعجتنا كثيرا لا بل استفزتنا. اقول لكم (للزوار اللبنانيين) نحن لا نعتبر ان الامور انتهت، بل سنسعى لاقناع السعوديين باعادة الدعم للبنان».
واتبع المسؤول هذه «العاطفة» برسالة بالغة الدلالة حول حجم اهتمام واشنطن بلبنان: بلدكم يهمنا، ولن نتركه. داعش عدونا الاول وسنهزمه وننهيه.. لن نسمح لهذا التنظيم الارهابي بان يتمدد اليه. وافهموا جيدا ما اقوله، انا ضابط سابق في الجيش الاميركي، وان هدد «داعش» لبنان، سأعود وارتدي بزتي العسكرية.. وانزل الى ساحة المعركة».
ثم اتبعها بـ «نصيحة للبنان» وقال: «الوضع معقد ومقلق، وعلى اللبنانيين ان يكونوا حذرين اكثر من اي وقت مضى، يجب ان يبقى جنوب لبنان هادئا، والا يرتكب فيه اي خطأ، نحن نتواصل دائما مع اسرائيل ونحاول ضبطها اذ اننا نخشى أن تستغل اسرائيل اي خطأ يمكن ان يحصل، وتقوم بعمل ما ضد لبنان، مستغلة المرحلة الانتقالية بين عهد أميركي ينتهي وعهد جديد لم تتبلور معالمه بعد».
ويكشف المسؤول الاميركي لزواره انه زار مؤخرا اسرائيل، وخلال حديثه مع المسؤولين الاسرائيليين، ركز على الخطر الداعشي والارهابي. وقال للاسرائيليين: «انتم ماذا تفعلون، انتم تقاتلون رجال اللحى القصيرة (قاصدا «حزب الله»)، الخطر عند رجال اللحى الطويلة. (داعش والمجموعات الارهابية)».