Site icon IMLebanon

اجندة واشنطن في المنطقة تحييد لبنان عن العقوبات

 

تجزم أوساط ديبلوماسية مطّلعة، أن هاجس العقوبات الأميركية على لبنان لم يعد يحتل المرتبة الأولى في اهتمامات الداخل، كما الخارج، وبشكل خاص لدى عواصــم القرار الغربية والخليجية، وفي مقدمها العاصمة الأميركية، في ضوء تنامي الخشية من مشهد مالي دقيق بدأت تواجهه الساحة اللبنانية منذ مدة. وتؤكد هذه الأوساط أن قرار واشنطن بالتصعيد في الضغط السياسي والمالي والإقتصادي ضد طهران و«حزب الله»، لا يطاول الدور اللبناني للحزب، وبالتالي، فإن كل ما أثير حول توسيع مروحة العقوبات المالية الأميركية على شخصيات لبنانية سياسية وحزبية واقتصادية ومالية قريبة من الحزب، يرتدي طابع التهويل، ولا يلخص الوضع الفعلي لهذه العقوبات. وبرأي الأوساط الديبلوماسية نفسها، فإن الإدارة الأميركية تركّز على تطويق الدور المالي الإيراني تمهيداً لتشديد الحصار على إيران في المنطقة، كما في بلدان اخرى، كما أنها أطلقت سلسلة تحقيقات تتناول الأدوار التي تقوم بها أطراف إقليمية ودولية لمســـاعدة طـــهران على مواجهة الحصار الأميركي، ولكن لم يتم الإعلان إلى اليوم عن أية أسماء متورّطة في هذه الأدوار، وذلك في العواصم الغربية، كما في العواصم العربية على حدّ سواء، وبالتالي، فإن الحديث عن شبهات بصلة بعض اللبنانيين بهذه التحقيقات لا ينطبق على الواقع، لا سيما وأن آلية العمل الأميركية سرية بالكامل من جهة، وأن أي لائحة بمشتبه بهم لم تُعلن في واشنطن من جهة أخرى.

 

وتشير الأوساط الديبلوماسية نفسها، أن كل ما سُرّب في الأسبوعين الماضيين، لا يعدو كونه تسريبات إعلامية، خصوصاً بالنسبة لما يتعلّق بالقطاع المصرفي والإتهامات للمصارف بمساعدة «حزب الله» على التهرّب من العقوبات. ولذا، فهي تؤكد على وجوب وضع ضوابط لأي عملية تهويل أو تضخيم لهذه التسريبات، كي لا يدفع القطاع المصرفي ثمن التجاذبات السياسية، لا سيما وأنه كان قد تبين بعد موجة الشائعات حول شمول العقوبات الأميركية مسؤولين لبنانيين، أطرافاً داخلية تدّعي الإطلاع على تفاصيل الإجراءات الأميركية.

 

وفي هذا السياق تضيف الاوساط عينها أن الصورة اليوم تبدو أكثر وضوحاً مما كانت عليه قبل زيارة الوفد اللبناني النيابي والوزاري الى العاصمة الاميركية منذ اسبوع، وتكشف أن السياسة الاميركية تركز على دعم القطاع المصرفي اللبناني وعلى دعم الاستقرار السياسي والامني والمالي في الوقت نفسه في لبنان وذلك بعيداً عن أية اجراءات او تهديدات «عقابية « او «انتقامية» بحق أفراد ومؤسسات لبنانية رسمية وخاصة ، وبصرف النظر عن المواقف والتصريحات الحادة والمتشددة التي تصدر عن شخصيات أميركية بين الحين والآخر والتي في غالب الاحيان لا تعكس الاتجاه العام للسياسة الاميركية تجاه بيروت.

 

ومن هنا فإن الاوساط نفســها تخلص الى الاشــارة الى أن الاجواء التي عاد بها الوفد الرســمي اللبناني ونقلها الى القيادات والرؤساء في لبنان، تتسم بالايجابية خلافاً لكل الاجواء الســلبية الســابقة، مما يعزز الانطباع بأن الرزنامــة الاميركية في المنطقة لا تشمل لبنان وتحيده عن كل سياسات التشدد والضغط تجاه بعض الاطراف الاقليمية.