أياً كانت الأسباب، ثمة واقع خلاصته: السلطة عاجزة عن حل أزمة النفايات. لا جديد في ما قلناه آنفاً. فالناس ليست في حاجة الى دراسات واجتهادات وشطارات لتدرك أنّ ازمة النفايات باقية، راسخة، و… تتوسع لتشمل تباعاً المناطق كافةً.
أن يجري التمديد لمطمر «كوستا براڤا» شهراً ليس أكثر من ترحيل الأزمة شهراً، لتعود فتنفجر على نطاق واسع. ولو سألنا الذين توصلوا الى توافق على التمديد، كما لو سألنا أي مسؤول، وأي أمني، وأي عسكري، وأي مواطن، وأي مقيم، وأي ديبلوماسي: هل تظن بأنّ الحل آت بعد شهر، أو خلال شهر من اليوم؟! لو طرحنا هذا السؤال لجاء الجواب بالإجماع: لا! أي أنّ أحداً لا يثق بهذا الحل.
والجواب الذي هو بالنفي القاطع قد يحمل الإضافات الآتية: لقد مددوا سنوات وبقينا تحت وطأة الأزمة. ومدّدوا أشهراً بعد تمديد السنوات والأزمة تراوح مكانها.
وتمديدهم شهراً إضافياً لن يقدّم أو يؤخر!
ونود أن نقولها بالفم المليان، وربما بالصراخ: لا عذر لهذا الفشل!
ليس في مقدور المعنيين (في السلطة) أن يتنصلوا من أزمة النفايات.
قد يقول قائل: ولكن أين السبيل الى الحل والمناطق كلها ترفض أن تستقبل النفايات؟!
وهذا كلام ساقط أصلاً وأساساً. وإلاّ لماذا الحكومات والوزارات والإدارات؟! ولماذا السلطة تحمل اسمها؟! وهي سلطة على مَن؟ وكيف هي سلطة؟! وهل بتنا أمام شعار جديد هو «النفايات بالتراضي» بعدما عانينا عقوداً من «الأمن بالتراضي»؟!
1 Banner El Shark 728×90
ثم إذا كانت الحكومة ستنتظر أن يوافق الأهالي في مختلف المناطق، على استقبال النفايات في أراضيهم فهذا يعني أنها ستنتظر طويلاً… وطويلاً جداً… لأنّ هذه الموافقة لن تأتي!
وهل تقبل الضاحية الشرقية، إذا رفضت الضاحية الغربية أو الضاحية الجنوبية من ضواحي العاصمة؟!
وإذا رفضت المنية فهل ستقبل عكار؟
وإذا رفض البقاع هل سيقبل الجنوب والجبل الخ….
ما هكذا تكون السلطة.
ولسنا نحن من يعطي الدروس أو يلقي المحاضرات أو يطلع بالنظريات والتنظيرات فقط نود أن نقول إن مفهومنا للسلطة (ممثلة بالحكومة التي نالت ثقة الناس عبر ممثليهم في مجلس النواب) هو أن تدرس قراراتها ثم تنفذها…. يرضى من يرضى ويرفض من يرفض!
وفي «قضية» النفايات (وهي فعلاً قضية كبيرة وبإمتياز) فلتدرس الحكومة خطتها ولتكن مراعية للبيئة في مفهومها العصري… ولتضعها موضع التنفيذ.
ومن لا يعجبه فليدق رأسه في الحيط قبل أن تحاصرنا أكوام النفايات في صيف تزعمون أنه واعد.