Site icon IMLebanon

نفايات وعجز وسموم  والجميع مستسلم أمام المآزق

… ووقع المحظور:

أمطار ونفايات، والحصيلة لا موسم بحر في الصيف المقبل لأنَّ الأمطار ستجرف ما تستطيع جرفه من النفايات إلى السواقي ومجاري الأنهر، التي بدورها ستجرفها إلى البحر الذي سيمتلئ من النهر الكبير إلى الناقورة بالملوِّثات، ما سيجعله تحت احتلال قناديل البحر لا الروَّاد.

ولن يقتصر الأمر على موسم البحر في الصيف المقبل، بل سيمتدُّ إلى ضرب الثروة السمكية التي ستتسمَّم بالنفايات على أنواعها، وإذا كنا سنروِّج من اليوم للصيف المقبل، كما تفعل الدول المتقدمة، فإنَّه يستحيل القيام بذلك لأنَّ سياحتنا البحرية في صيف 2016 ستكون مضروبة بنفايات صيف 2015. n

هذا كله لأنَّ الوزير المتنحي والمعلِّق مسؤولياته، لا يعرف أنَّ المسؤوليات كلٌّ متكامل، فحين يتخاذل في النفايات يكون قد ضرب اليابسة والتربة والأرض، فأيُّ موسم زراعي سنجنيه بعد هذه النفايات؟

وأيُّ سياحة بحرية نُحضِّرها للصيف المقبل بعد هذه النفايات؟

إنَّ الأمور ستتجه من سيِّئ إلى أسوأ، فالناس لا يتوقفون عن إنتاج النفايات، والسياسيون لا يتوقفون عن التعثر في إيجاد الحلول، وحتى لو بدأت الحلول اعتباراً من اليوم، فإنَّها لن تخفف من حجم الكارثة التي وقعت وتراكمت، والتي شارفت على أن تكون بعمر مئة يوم.

وما ينطبق على النفايات ينطبق على الكهرباء:

المفارقة في هذا الملف أنَّ فيه سرقات، لكنَّ السارقين متخفّون، وأنَّ فيه سمسرات، لكنَّ قابضي السمسرات معروفون من دون عناء البحث عنهم، وأنَّ فيه رشوات ولكن أين المرتشين؟

الكهرباء ستسوء أكثر فأكثر، فكهرباؤنا أصلاً غير مطابقة لفصل الشتاء، فماذا سيحلُّ بالناس في ظلِّ هذه الأزمات المستعصية؟

ما يؤسَف له أنَّ ليس هناك حلولٌ في الأفق:

لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى المدني، فالمليارات ذهبت إلى غير رجعة، وليس من السهولة في شيء إعادة تأمينها في ظلِّ هذه الأوضاع، فالرئيس تمام سلام ذهب إلى الأمم المتحدة علَّه يحظى بمساعدات، لكن يبدو أنَّ هذه المساعدات لن تأتي وأنه عاد بخفَي حنين، وهذا ظاهر في التسريبات التي مصدرها السراي وليس المواقع المقابلة.

إذاً البلد في المأزق وفي الدوامة، والأمور تتجه من سيِّئ إلى أسوأ، ولا أحد يملك المعالجات، فقط كل اهتمامات الجالسين حول الطاولات هو كيف يحققون هذا المطلب أو ذاك، سواء على مستوى الخدمات أو على مستوى الترقيات، فأين المؤسسات في كل ذلك؟

في مطلق الأحوال، إنَّ اللبنانيين على موعدَيْن قريبين:

الأول اليوم مع الإعتصام المركزي الذي سيقيمه الحراك المدني في مواجهة طاولة الحوار، والثاني هو المسيرة والإعتصام اللذان سينفذهما التيار الوطني الحر على طريق قصر بعبدا.

على رغم أنَّ نتيجة التحركين معروفة سلفاً، لأن الكثير من التجارب سبقتهما ولم تؤدِّ إلى نتائج تحقق الغاية، فإنَّ الإختبارات لا بأس بها لتجعل مَن لم يتأكد بعد، على بيّنة من الأمر.