Site icon IMLebanon

جسر النفايات  والعبور إلى السنة الجديدة

ماذا يُقال عن حكومة تبدأ عامها مع مواطنيها بالنفايات وتختتمه بالنفايات؟

ماذا يُقال عن حكومة لا تجتمع إلا لتتعثَّر ولا يكون على جدول أعمالها سوى بند النفايات؟

***

من 17 كانون الثاني 2015، وكانت السنة الجديدة في أيامها الأولى، إنفجر أول برميل نفايات في وجه الحكومة، حين اتُخِذ قرار بأنَّ آخر يوم في مطمر الناعمة سيكون بعد ستة أشهر أي في 17 تموز 2015.

نام الجميع على تطمينات إلى أنَّ التمديد سيكون سارياً، كما على بشر الإستحقاقات كذلك على حجر المطمر، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان. كان حيتان النفايات يصعدون رويداً إلى سطح البحر، وما إنْ تأكدوا أنَّ مطمر الناعمة أُقفِل إلى غير رجعة، بدأت عملية التوزيعة الجديدة للمغانم الآتية:

مناقصات داخل أبواب مغلقة أدت إلى ولادة سوكلينات في المناطق، بمعنى أن لكل جهة أو مجموعة سوكلينها وكأن وزير البيئة يبدو غافلاً عن الوقائع والتفاصيل، إلى أن دقت ساعة الحقيقة، وصل 17 تموز، أُقفل مطمر الناعمة، توقفت سوكلين عن العمل، لا خطط بديلة فانفجرت براميل النفايات دفعة واحدة في وجه الحكومة مُحدِثة كمية هائلة من الشظايا بين الأحياء والسكان، ومتسببةً في انبعاثات هائلة من الروائح الكريهة والأمراض التي تتراوح بين الحسياسية والمستعصية.

***

بدأت عملية الكباش إلى أن سقطت المناقصات الجديدة تحت ضربات الرأي العام، خصوصاً بعدما تبيَّن أنَّ أسعار سوكلينات الجديدة هي أغلى من سوكلين واحدة. فبدأ التخبط:

فرزٌ، تجميع، تهريب من بلدة إلى بلدة ومن بلدية إلى بلدية، إمتلأت الشوارع والأحياء وفاحت الروائح ولم يظهر أنَّ أحداً يملك حلاً باستثناء الحلول الآنية والمرتجلة.

***

أقفلوها من كل الجهات ثم قالوا:

ترحيل. هذه هي الحال اليوم مما يطرح جملة من التساؤلات:

كيف يمر ملف الترحيل هكذا من دون أي مناقصة ومن دون أي دفتر شروط؟

أين الشفافية في هذا الترحيل؟

لماذا لم يتم الإعلان عن شروط أو تواريخ استقبال عروض الشركات لتصدير النفايات؟

لماذا هذا السلق ولم يتم إعطاء أي نتيجة.

إن ما جرى هو فضيحة تُضاف إلى سلسلة من الفضائح التي سادت هذا الملف، فكما بدأت السنة بفضيحة التهاون والتراخي في هذا الملف، ها هي تنتهي بالطريقة ذاتها، فيكون العبور من سنة 2015 إلى سنة 2016 على جسر النفايات.