IMLebanon

النفايات كارثة.. الحكومة كارثة أكبر

منذ انهى اتفاق الطائف الحرب في لبنان التي امتدت طول 15 سنة، وتسلّمت الاجهزة السورية، على اختلاف تسمياتها الوصاية على الدولة والشعب اللبنانيين، بتفويض ومباركة من الدول العربية والولايات المتحدة الاميركية، دخلت على الحياة اللبنانية عادات وانماط واساليب عديدة، لم يكن اللبناني يعرفها او يعيشها سابقاً، ان كان في الامن أو السياسة، او الاقتصاد، او العلاقات بين الطوائف والمذاهب والاحزاب، وسيطرت على اعمال ومسؤوليات رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب، والوزارات والادارات، أعراف جديدة وسوابق، حلّت مع مرور الزمن، محل الدستور والقوانين والاعراف اللبنانية المعروفة منذ الاستقلال، وعلى الرغم من ان السوري خرج من لبنان، منذ عشر سنوات، الاّ ان ملائكة هذه الاعراف ما زالت موجودة في كل مكان وبصحة جيدة، ومن يريد التأكد، ما عليه سوى متابعة اعمال الحكومة ومجلس النواب، ليعرف مدى قدرة هاتين المؤسستين، على تسخيف القضايا المهمة المصيرية من جهة، و«عملقة» القضايا العادية الطبيعية من جهة ثانية وتحويلها الى ازمات وطنية يصعب حلّها الا باغلى الاثمان، وعلى حساب الدستور والقوانين واموال الناس وهيبة الدولة وسلطتها.

تنشب الحرب في سوريا، ويبدأ السوريون والفلسطينيون بهجرة مليونية الى لبنان، وكان سبقها هجرة عراقية ولو بنسبة اقل، ويشاع اليوم ان هناك هجرة «محترمة» من اليمن، كل ذلك والحكومات السابقة والحالية غائبة عن الوعي او مغيّبة قصداً، ولا يعرف متى تنفجر قنبلة اللجوء العشوائي والكثيف، وتفجّر معها لبنان من الداخل.

اما بالنسبة الى مأساة النفايات، وهي قضية، لو أُحسن ترّقبها ومعالجتها في الوقت الصحيح، كان يمكن ان يكون عملاً روتينياً عادياً، ولكن التهيّب، والاتكالية، والمحسوبية، وعدم الرؤية، وسياسة التوافق، والتردد في الموقف والحزم، وجميعها من الموروثات، حوّلت هذا العمل الروتيني العادي، الى كارثة صحية وبيئية ومالية، بحجم وطن، بدلاً من ان تكون بحجم مطمر، ومن الآن وحتى تعرف هذه الحكومة المعوقة، ماذا يجب ان تفعل، قد يتحوّل لبنان كلّه، الى ساحة وميدان لشتى انواع الأمراض القاتلة، والحشرات «المفترسة» مربى الدلال في جبال النفايات.

*******

منذ ايام والشائعات تلفّ البلد، ان هناك موجة كبيرة واسعة من اعمال التفجير والاغتيالات، وأول الغيث كان امس تفجير عدد من رجال الدين في عرسال، ولم يعرف المواطن اللبناني بعد، ماذا اخذت الحكومة من تدابير، وماذا سوف تأخذ، خصوصاً مع كلام ان تنظيم «داعش» بدأ بايقاظ خلاياه النائمة، او ماذا تنوي ان تفعل لتحرير العسكريين الرهائن قبل اشتعال جبهة عرسال والقاع ورأس بعلبك، او انها سوف تستمر بسياسة «ببكي وببقى بالحكومة» بدلاً من سياسة «بنفّذ او بروح عبيتي».

النفايات كارثة.. الحكومة كارثة أكبر.