IMLebanon

النفايات… هل ستعود إلى  خنق اللبنانيين؟

منتصف ليل 18 – 19 أيار 2016 ليس مهلةً للترشيحات أو العودة عن الترشيحات، بحسب ما هو دارجٌ في موسم الإنتخابات، فهذا التاريخ الذي مرَّ منتصف الليلة التي مرَّت، ليس إستحقاقاً إنتخابياً بل أحد إستحقاقات النفايات، وما أكثرها منذ 18 كانون الثاني 2015 وحتى اليوم.

منتصف ليل أمس كان الإقفال الثاني لمطمر الناعمة بعدما كان الإقفال الأول في 18 تموز 2015. أُعيد فتح المطمر منذ شهرين لإخراج لبنان من اختناق المليون طن من النفايات، وكان مجلس الوزراء قد حدد مهلة الشهرين للتخلص من المليون طن وإلى حين تجهيز الكوستا برافا وبرج حمود.

هكذا، وبعد عشرين عاماً على مطمر الناعمة، هل يمكن القول إنه إقفال نهائيٌ هذه المرة؟

وإنَّ الدور هو للكوستا برافا ولبرج حمود؟

يمكن القول إنَّ الوضع ليس سهلاً وليس مريحاً على الإطلاق، لماذا؟

أُقفِل مطمر الناعمة فيما المعالجات البديلة حتى الآن هي موقتة، فالنفايات التي ستتجمَّع كل يوم يتمُّ توضيبها ونقلها إلى كوستا برافا إلى حين تأهيله وتحويله إلى مطمر، والأعمال فيه لم تبدأ بعد، إذ إنها ما زالت في طور المناقصات للتلزيم.

هذا عن الكوستا برافا ولكن ماذا عن برج حمود؟

المسألة أكثر تعقيداً، ففي برج حمود جبلٌ من النفايات مطلوبٌ معالجتها قبل البدء بالمطمر الذي سيُستَحدَث، وقد ظهر أيضاً ان هناك تمديدات من الأنابيب لشركات النفط والغاز لا بد من نقلها من مكان إلى آخر قبل البدء بعملية الردم.

وهكذا بين عدم جهوزية كل من برج حمود والكوستا برافا، وبين إقفال مطمر الناعمة، هل سيعود اللبناني يشهد تجمُّعاً للنفايات في الشوارع؟

المعنيون يعتبرون أنَّ ما حصل بين 17 تموز الماضي و17 آذار من هذه السنة، أي ثمانية أشهر من رمي النفايات في الشوارع والطرقات وعلى الأرصفة وتحت الجسور وفي الوديان وعلى الشواطئ وفي البحر، لن يتكرر.

ولكن كيف ذلك؟

إذا سارت الأمور وفق ما هو مخطط لها فإنَّ الآلية ستكون على الشكل التالي:

تُنقَل النفايات إلى الكرنتينا لتوضيبها ثم يتم تجميعها في الكوستا برافا وبرج حمود إلى حين تجهيزهما فتنتقل العملية من التجميع إلى المعالجة، هنا تتبادر إلى الذهن جملة من الأسئلة وأبرزها:

ما الذي يضمن أن تنتهي الأعمال في برج حمود وكوستا برافا في غضون شهرين؟

في حال حصل تأخير في إنجاز الأعمال فهل ستتراكم النفايات في كوستا برافا وبرج حمود وربما الكرنتينا والطرقات؟

إذا تعثَّرت الأَعمال في غضون شهرين فهل نكون في آب اللهَّاب، في عز موسم الإصطياف وقد أكلتنا النفايات؟

أسئلة محقة، لكن من سيجيب على أسئلتنا نحن المواطنين الذين ندفع من صحتنا وجيوبنا ثمن الفساد؟