Site icon IMLebanon

نأسف على 14 آذار؟

بعد 10 أعوام على انتفاضة 14 آذار، لا يمكننا إلا أن نتذكر كيف شارك كل منا في ذاك اليوم التاريخي وكيف كانت ساحة الشهداء وكيف كان لبنان…

البعض يأسف على هذه المرحلة بعد الوضع الذي آل إليه اليوم لبنان ولم تتحقق معظم أحلامنا، أو أحلام شهدائنا. لكن بصراحة لا داعي للأسف، لأن هذا النهار سيبقى يوماً تاريخياً، أعطى اللبنانيون العالم من خلاله صورة جميلة عن لبنان.

يوم حقق جلاء الجيش السوري عن الاراضي اللبنانية وفتح باب المطالبة بتحقيق دولي ما زال جارياً عبر المحكمة الدولية، عكس العدالة اللبنانية التي لم تتوصّل الى أي نتيجة في أي ملف… ومن سعى الى تحقيق نتيجة كان مصيره أيضاً الشهادة، كالشهيد الرائد وسام عيد أو الشهيد اللواء وسام الحسن.

ذاك اليوم كان مهماً لأنه أثبت أن لا جدوى لضغط سياسي داخلي او دولي من دون إرادة شعبية! صحيح ان المعطيات والأولويات الدولية والإقليمية تبدّلت اليوم، وصحيح أن أولويات معظم السياسيين تبدّلت أيضاً، لكن أهمية هذا اليوم ورمزيته لن تتبدلا أبداً وسيبقى 14 آذار يوماً تاريخياً الى أبد الآبدين، يذكره كل لبناني وطني ويتذكره كل من ساهم في انجاز الاستقلال حتى الشهادة.

أما اليوم وبعد 10 أعوام فأين أصبحنا؟

نلوم الزعماء ونحن على حق…

نلوم المجتمع الدولي ونحن على حق…

نلوم النواب والوزراء ونحن على حق…

لكن يجب أولاً أن نلوم أنفسنا لأننا ثرنا مرة واحدة وشاركنا في انتخابات، ومن ثم دخلنا في رضوخ للأمر الواقع واستسلمنا وتحوّلنا فقط الى مراقبين يتحسّرون على 14 آذار، ويتقبلون الوضع من دون أي مبادرة جدية وحاسمة للتغيير.

ربما يعتبر البعض انه من الصعب البدء بتحرك أو بتغيير، لكن فقط للتذكير، عندما بدأت حركة ثورة 2005 كان هناك ربما 1000 شخص ينادون بهذه المبادئ قبل 14 آذار 2005 التاريخي، فبناء الدولة والجمهورية والاستقلال لا يحصل دفعة واحدة وبمحاولة يتيمة. ومن يعتبرون أن الأمل مفقود يطرح السؤال عليهم: كيف تعلمون ولم تحاولوا؟ وكيف تعتبرون أن الأمر ليس لكم وأنتم من يصوّت في الانتخابات وأنتم من يتظاهر ويثور؟ إلا إذا قرر الشعب ان يجيّر مصيره ومستقبله لمصالح ضيقة أو مقابل استسلام ورضوخ لأمر واقع، يجب رفضه بكل الوسائل المتاحة!

من يأسف على 14 آذار، فليطمئن لأنها باقية في التاريخ وتحمل أسماء أشرف الشرفاء. فليأسفوا على حالتنا وعلى مستقبلنا الذي لا يمكن أن يتحسن، من دون قرار وعزيمة شعبية قوية، وهذا الأسف لا يتوقف على يوم ذكرى 14 آذار، بل يجب ان يكون كل يوم وكل دقيقة.