Site icon IMLebanon

كلنا سعد الحريري  

 

ليس لأنّه ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي دفع حياته ثمناً غالياً من أجل الوطن والمواطن.

 

رفيق الحريري الرجل الوحيد الذي كان يؤمن بأنّه يستطيع إعادة إعمار لبنان بعدما دمرته الحرب الأهلية والإعتداءات الاسرائيلية.

الرجل الوحيد الذي بنى المطار وتعرّض للتخرصات والتحاملات، ويتبيّـن اليوم أنّ بناء المطار كان حاجة أكثر من ملحة.

كم كان رفيق الحريري بعيد النظر، وأهم ما عمل للمطار المدرج البحري تفادياً لمسلك الاوزاعي.

الرجل الوحيد الذي أعاد بناء المدينة الرياضية.

وأهم من هذا وذاك مشروع “سوليدير”.

فمَن كان يتوقع أو يصدّق أن يقام هكذا مشروع في هذه المنطقة التي كانت فاصلاً بين بيروت الشرقية وبيروت الغربية، أي قسم العاصمة الى قسمين، والتي كان قد استقر فيها أكثر من 300 ألف مهجّر، وكانت خارجة على القانون وفيها تجارة السلاح والمخدرات وسائر الممنوعات… هذا المشروع الذي كانت كلفته 600 مليون دولار أميركي… ولولا رفيق الحريري وهذا المشروع لكانت “سوليدير”، اليوم، أوزاعي آخر… ولو كان الحريري موجوداً يوم تحويل الأوزاعي الى ما تحوّل إليه لما كان على حاله الحاضرة.

أهذا مدخل يليق ببيروت العاصمة المتلألئة على حوض البحر الأبيض المتوسط؟(…)

لقد تسلم سعد الحريري الأمانة والقيادة في ظروف قاسية ودفع الغالي والنفيس من أجل تحقيق رسالة والده.

كافأوه بالمؤامرة الأولى يوم دخل البيض الأبيض رئيساً للحكومة وخرج منه مقالاً، وقاد هذه الإقالة يومذاك جبران باسيل الذي لا نحمّله المسؤولية المباشرة كونه كان ينفّذ في ذاك الوقت سياسة “حزب الله”.. ويومها جاء “حزب الله” بالخائن الأكبر نجيب ميقاتي الذي وصل الى النيابة بمال الرئيس الشهيد وبشعبيته، وللعلم فإن الذي يدّعي اليوم أنه “حامي الحمى” في طرابلس، أصبح فجأة طرابلسياً… بينما والده كان يقيم في بيروت يسكن قرب فرن الغزيري في رأس النبع، وكان عضواً في غرفة التجارة في بيروت، الى أن اكتشف لاحقاً أنه من أصل طرابلسي…

قبل مجيء حكومة الخائن كان النمو قد بلغ 9% أما حكومة الخائن فأوصلت النمو الى ZERO (صفر في المئة).

ثم جاءت حكومة الرئيس تمام سلام وبالرغم من كل الظروف ضحّى سعد الحريري ثانية وقال: الأهم أن تكون هناك حكومة.

انتهى عهد الرئيس ميشال سليمان بفراغ رئاسي، وهنا أيضاً تغلب سعد الحريري مرّة أخرى على نفسه فرشح سمير جعجع ثم ميشال عون ومن ثم سليمان فرنجية… وبعدما اتفق جعجع وعون على رئيس “التيار الوطني الحر” للرئاسة… فلم يكن من الرئيس سعد الحريري إلاّ أن قال إنّه طالما اتفق الفريقان المسيحيان الرئيسيان فأنا أرشح عون أيضاً.

ومع العهد الجديد شكل الحريري الحكومة التي فيها جميع معارضي 14 آذار الذين وُضع قانون الانتخاب لاحقاً من أجلهم والهم الأوّل كان إضعاف سعد الحريري… ومن أجل ألاّ يكون البلد من دون حكومة.

ووصلنا الى قانون الانتخاب الحالي الذي وراءه “حزب الله”، سعد الحريري كان يعرف أنه أسوأ قانون، ولكنه كان مقتنعاً بأنّ الأمور لن تستقيم من دون قانون انتخابات… فوافق.

كلمة أخيرة نقولها: إنّ معظم الزعماء اللبنانيين استفادوا، بشكل أو بآخر، من مواقعهم في السلطة، أما الزعيم اللبناني الوحيد الذي أنفق أكثر من ثلاثة مليارات دولار من ثروته في سبيل الوطن والشعب فهو سعد الحريري…

لذا، نحن مع سعد الحريري، لأننا نختار واحداً من خطين مطروحين في البلد منذ سنوات وحتى الآن، خط سياسة الإعتدال، والإنفتاح على العالم العربي، الذي يمثله الرئيس الحريري، وخط ولاية الفقيه الذي يمثله “حزب الله”.

صحيح أنّ الحزب حقق التحرير في العام 2000 ولكن الثمن كان غالياً جداً في اتجاهين: الاتجاه الأول ما لحق بلبنان في العام 2006 من دمار ومصائب وويلات وآلاف القتلى وتقطيع أوصال لبنان وضرب بنيته التحتية من قِبَل العدو الاسرائيلي، ومن جهة ثانية ضرب علاقات لبنان العربية والنتائج الكارثية على الاقتصاد اللبناني.

وانطلاقاً من هذا المشهد الواقعي لا يمكن للبنانيين إلاّ أن يكونوا مع سعد الحريري، أي خط البناء والإعمار والإنفتاح على العالم العربي مقابل خط التدمير واستخدام البندقية في الداخل كما حصل في 7 أيار الشهير، وأيضاً وضع لبنان في عزلة نتائجها كارثية.

لكل ما تقدم أفلا يستحق سعد الحريري من كل اللبنانيين وخصوصاً أهالي بيروت، أن ينزلوا الى صناديق الإقتراع وينتخبوا هذا الزعيم الكبير ولوائحه؟..

سعد الحريري يستحق أن يكافأ في صناديق الإقتراع.

عوني الكعكي