IMLebanon

نعي القضية الفلسطينية  على ضفاف البحر الميت!

في الأحداث المفصلية والتاريخية غالبا ما يتم استخدام هذه العبارة التي تقول ان ما بعد هذا الحدث لن يكون مثل ما قبله، بمعنى أن ما سبق الحدث من ويل ومن شوائب وقصور، سينقلب الى النقيض بعده، ويتحوّل الضعف الى قوة، والتشتت الى وحدة، والهزيمة الى انتصار. هذه المقولة تنطبق على القمة العربية الأخيرة على ضفاف البحر الميت، ولكن بالمعنى المعاكس تماما، وان ما بعد القمة سيكون أسوأ مما قبلها!… وهذه الحقيقة يعرفها القادة العرب جميعا، بمن فيهم القيادة اللبنانية التي غرّد فيها الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمته خارج السرب، داعيا العرب الى الحوار والتضامن ووقف نزف الدماء. وهو يعرف انه يطلق صرخة سوف تذهب في واد… ولذلك اختار هذا الرئيس العربي اللبناني المسيحي أن يختم كلمته مخاطبا هذا الجمع من القادة العرب المسلمين، بعبارة شهيرة قالها نبي المسلمين محمد ص: اللهم أشهد اني قد بلّغت!

***

تشديد قمة البحر الميت على مركزية القضية الفلسطينية كان بمثابة نعوة للقضية تحمل رائحة الموت، وجاءت بمثابة إبراء ذمة مما سيحدث لاحقا، وفقا للروزنامة المعلنة لمهووس البيت الأبيض دونالد ترامب والسفاح العنصري بنيامين نتنياهو، بحيث يكون هذا العهد الأميركي هو عهد تصفية القضية الفلسطينية، مع ضمان أخذ التواقيع العربية على شهادة الوفاة! ومنذ البداية، كان يعرف آباء الصهيونية الأوائل ورعاتهم الخارجيون في بريطانيا ثم في الولايات المتحدة الأميركية، انه لن يكتب العيش لاسرائيل على أرض فلسطين، في ظلّ عالم عربي موحّد ومتضامن. وان أقصر طريق لضمان حياة طويلة وآمنة لاسرائيل، هو تفجير العالم العربي من الداخل، واستنزافه بالاقتتال الداخلي والحروب، واقناع أنظمته بايديولوجيات عقائدية واسلامية زائفة، يكون من نتائجها: عرب يقتلون عربا ومسلمون يقتلون مسلمين!…

***

الخطيئة الكبرى التي ارتكبها بعض كبار العرب هو توهّمهم بأن قوة أنظمتهم تنبع من قوة تحالفهم مع الدولة الأعظم في العالم، وليست مستمدة من ذاتهم ووحدتهم وتضامنهم وحضارتهم. ووشوشت الدبلوماسية الأميركية والبريطانية وغيرهما في آذان بعض العرب، ووضعتهم على مسار قاد بعد عقود، الى ما هم عليه اليوم من تنابذ وأحقاد واقتتال وتفتت وانهيار. وهذا حدث للعرب جميعا وفي مقدمتهم القادة المزعومون للشعب الفلسطيني المظلوم والمناضل…