IMLebanon

الإنتخابات الرئاسية أثرٌ بعد عين  ونحن عمليًا في مؤتمر تأسيسي

وكأننا في مفاعيل المؤتمر التأسيسي من دون أن يتجرأ أحدٌ على القول إننا في مؤتمر تأسيسي، وإلاّ فما معنى أن تتأخر انتخابات الرئاسة، حتى الآن، عامين وأربعة أشهر؟

ما يجري هو المفاوضات على ما بعد الرئاسة، أليست هي الآلية ذاتها التي اعتُمِدَت في المؤتمر التأسيسي في الطائف؟ ألم يكن الذي يحصل انه تم الاتفاق على ما بعد الرئاسة فتمّت الرئاسة؟

الذي يجري اليوم هو مؤتمر تأسيسي عبر المفاوضات الجوّالة تماما كما كان يحدث في المراسيم الجوّالة حين كان يتعذر إلتئام مجلس الوزراء. لكن الخطورة في ما يجري انه كلما حُلّت عقدة تنبت أخرى جديدة، وهكذا يصبح المؤتمر التأسيسي الجوّال من دون أفق وفي ظل بنود لا تنتهي:

قيل أولاً: ليتفق المكونان المسيحيان الأكثر قوة على اسم مرشح فتجري إنتخابات الرئاسة.

ثم قيل: لا يجوز اجراء الإنتخابات في ظل اعتراض المكوّن السنّي.

ثم قيل: لا يكفي إحتساب الأصوات فقط بل إنّ المطلوب الإتفاق ليس فقط على مَن يكون رئيسًا للحكومة بل على مَن سيكون في الحكومة، وكيف سيكون شكل قانون الإنتخابات النيابية الجديد؟ ومَن سيكون قائد الجيش؟ ومَن سيكون مدير المخابرات؟ ومَن سيتولى الحقائب السيادية في الحكومة ولا سيما حقيبتي الداخلية والدفاع.

ثم قيل: كيف تتم الإنتخابات من دون لقاءات ثنائية تفتح الطريق لها، فقيل انّ على رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أن يقوم بجولة لقاءات على القادة، وقيل أيضًا انّ على رئيس تيار المستقبل أن يُكمِل لقاءاته الداخلية التي بدأها.

هناك قناعة سائدة لكنها مبيتة وغير معلنة انّ هذه الشروط لن توصل إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. الصحيح انها ليست شروطا بل ألغام، وكل لغمٍ فيها من شأنه أن ينسف أي احتمال لانتخاب رئيس جديد، لا في آخر تشرين الأول ولا في آخر تشرين الثاني، فبين تشرين وتشرين صيف ثانٍ لكن بين تشرين وتشرين لا رئيس.

هذا هو الواقع، وهذه هي الواقعية، أما الذين يُصرّون على التعلّق بحبال الهواء الرئاسية فهذه مشكلتهم. هذا إذا استثنينا العوامل الخارجية التي تزداد تعقيدًا: من اليمن الى العراق الى سوريا الى إيران… إلى غيرها من الدول المعنية. كيف تجري انتخابات في لبنان وبعض الدول المعنية يُحصون أعداد القتلى الذين تجاوزوا الآلاف؟ وكيف تجري انتخابات فيما محاولات الوصول الى قرارات لوقف النار في مجلس الأمن تسقط بالفيتوات المتبادلة؟