IMLebanon

شبعنا مزايدات

 

إجتماع وارسو الذي نحمد الله أنّ لبنان لم يشارك فيه، حُكي الكثير عن الصورة التي يظهر فيها وزير الخارجية اليمني قرب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، وهذا ليس اللقاء الأول من نوعه، إذ أنّ مناسبات عدة تؤدي الى هكذا حالات.

والمزايدون في العالم العربي يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ازاء كل صورة أو لقطة مشابهة.

وانتقدوا أكثر عُمان باعتبار أنّ نتانياهو زار البلد.

في المبدأ نحن نرفض هذا جملة وتفصيلاً ولا يمكن أن نكون مع هكذا تصرفات أقل ما يُقال فيها إنّها من دون أي فائدة… والدليل على ذلك أنّ العالم العربي كله قاطع مصر إثر توقيع اتفاقيتي «كامب ديڤيد»، ونقلت الجامعة العربية الى تونس، ونتذكر قمة التصدّي والصمود التي رفضت وزايدت ورفعت اللاءات الكثيرة.

ولو عدنا الى أنفسنا، اليوم، لكي نقيّم النتائج لوجدنا أنّ مصر قد استرجعت أراضيها، صحيح أنّ المراوغات الاسرائيلية في «طابا» معروفة نظراً الى كذب الصهاينة وخداعهم ونفاقهم… ولكن النتيجة أنّ مصر حرّرت أراضيها وانتقلت في عهد الرئيس السيسي الى مرحلة جديدة، ليس فقط كونها أكبر دولة عربية بل خصوصاً لأنها أضحت دولة حقيقية، بجيش مهم وبتطوّر متواصل ما يرشحها لأن تكون إحدى أبرز دول العالم تطوّراً في المستقبل المنظور.

يقال: صحيح أن مصر وقّعت اتفاقية السلام، ولكن استطاعت إسرائيل أن تطبّع مع مصر؟ الجواب: كلا، فالشعب المصري العربي يرفض التطبيع بالرغم من جميع محاولات إسرائيل، حتى أنّ السفارة الاسرائيلية في قلب العاصمة القاهرة منبوذة ولا يدخلها مواطن مصري واحد، لأنّ شعب مصر هو الذي يرفض التطبيع، وهذا دأب الشعوب العربية كلها، فالأنظمة ليست مهمة في هذه النقطة، المهم الشعب العربي الاسلامي والمسيحي الذي يرفض بقوة التطبيع.

وكلمة لا بد منها عن المطران البطل كبوجي، والشيخ المقعد احمد ياسين…. اللذين يمثلان نموذجاً واضحاً في هذا الصدد.

أما الذين يدّعون بهتاناً وزوراً الذين حوّلوا سفارة إسرائيل في طهران الى سفارة فلسطين وأنشأوا الحرس الثوري الذي هو أعظم إنتاج فارسي «فيلق القدس» وعيّنوا له ضابطاً كبيراً هو قاسم سليماني: والإدعاء هو لتحرير القدس! والسؤال: ماذا فعلتم للقدس؟!.

وأزيد: إنّ من حرّر لبنان هم اللبنانيون من الطوائف كافة والفئات كافة.

ونعود الى «فيلق القدس» لنسأل: دلونا على معركة واحدة واجهتم فيها إسرائيل؟ إنّ إنجازاتكم هي: إحتلال العراق وتخريبه، إحتلال سوريا وتخريبها، إحتلال لبنان وتخريبه، واحتلال اليمن وتخريبه.

بينما إعلامكم يقيم الدنيا ولا يقعدها إحتجاجاً على لقاء مصادفة في صورة، أو إجتماع بين طرف عربي وطرف إسرائيلي… فيما أنتم لم تحركوا ساكناً.

عوني الكعكي