تحديد رئيس مجلس النواب تاريخ 11 آذار موعداً جديداً لجلسة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، دفع أحد المخضرمين إلى التعليق بالقول ربما أراد الرئيس نبيه بري من خلال هذا التاريخ أن يوصِل رسالةً إلى مَن يعنيهم الأمر أنَّه يريد مرشحاً لا من 14 آذار ولا من 8 آذار، بل من بين التاريخين ولهذا حدد 11 آذار موعداً للجلسة.
قد يسارع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون إلى إقتناص الموعد ليقول إنَّه ينطبق عليه، فلا هو من 14 آذار ولا هو من 8 آذار بل من 11 آذار، فهل هذه المصادفة تكفي؟
ربما هي دعوة للبننة الإستحقاق، فما الذي يمنع أن تكون جلسة 11 آذار هي الجلسة لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية؟
القادة اللبنانيون قادرون على تحقيق هذه المعجزة، وربما هذا الإستحقاق بات حقاً بحاجةٍ إلى معجزة، لقد أثبت بعض هؤلاء القادة أنَّهم قادرون فعلاً لا قولاً، فها هو الرئيس سعد الحريري، وفي خلال أيام معدودة على وجوده في لبنان، قد ملأ الدنيا وشغل الناس، وعليه لماذا لا تتعمَّم تجربة تحريك الوضع فيُصار إلى إنتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهورية لتبدأ معه عملية إعادة إنتاج السلطة في لبنان، بحيث يكون هناك رئيسٌ جديدٌ للجمهورية وعندها تستقيل الحكومة الحالية، حكومة ال 24 رئيساً، ليُصار إلى إجراء إستشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، وبالتأكيد ستكون التسمية ملزمة باختيار الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة. ومع عودته إلى السراي تبدأ رحلة تشكيل الحكومة ويُفتَرض أن تكون على صورة رئيسها لجهة حكومة شباب تكون منسجمة في ما بين أعضائها، فلا كيدية ولا مناكفات بل تناغم وتوافق لأنَّ وضع البلاد لا يحتمل إلا هذا النهج.
تضع حكومة الشباب هذه نُصب أعينها إنجاز بيان وزاري رشيق وعملي وبالإمكان تطبيق فقراته، ويضع في رأس أولوياته إعداد موازنة عامة لأنَّه لا يجوز أن تبقى البلاد من دون موازنة على مدى عشرة أعوام، ثم إنَّ البند الثاني من عملها يجب أن يركِّز على إعداد قانون جديد للإنتخابات النيابية، يُنهي حال التمديد لمجلس النواب الحالي، الذي أثبت بالدليل القاطع انه أقل المجالس النيابية إنتاجاً في تاريخ المجالس النيابية بشهادة رئيسه الرئيس نبيه بري الذي كان أوّل مَن وجَّه لأعضائه هذه الإنتقادات.
بعد إعداد قانون جديد للإنتخابات يُفترض صدور قانون لتقصير ولاية المجلس الحالي الممدد له، لتجري الإنتخابات النيابية وفق القانون الجديد. وعندها تكون السلطة قد أُعيد إنتاجها على كلِّ المستويات:
رئيس جديد للجمهورية.
حكومة جديدة.
مجلس نيابي جديد وفق قانون جديد للإنتخابات النيابية.
هل هذا كثير بالنسبة إلى شعب يتوق إلى بلد كامل الأوصاف ومكتمل عناصر الإستقرار؟
إنَّ التحديات كبيرة وكثيرة أمام السلطة الآتية، ولعل الثِقل الأعظم سيكون على الحكومة وتحديداً رئيس الحكومة باعتباره سيقود سفينة السلطة التنفيذية، وبالتأكيد فإنَّ الرئيس سعد الحريري جاهزٌ لهذا التحدي، لأنَّه يريد أن يعوِّض على اللبنانيين السنوات العِجاف التي مرَّت عليه، وهو مؤمنٌ بأنَّه قادرٌ على تحقيق ذلك بدليل الحماسة والنية الصادقتين اللتين عاد بهما.
نستحقُّ أملاً جديداً، فلماذا لا يُعطى هذا الأمل؟