يجلس في المساء في منزله وبيده كتاب وكأس مياه معدنية يشغّل التلفزيون ويستمع الى الأخبار ويبدأ بإعطاء آرائه يميناً ويساراً، وهذا حق من حقوقه ولكن اللافت أنّ انتقاداته في بعض الأوقات لا تتناسب مع موقعه كزعيم لأنها لا تعبّر عن الجدّية، والمشكلة أنّ معظم انتقاداته تلك تنم عن خوفه من جهة سياسية معينة لأنها تحمل سلاحاً… في الوقت ذاته لا أحد يعرف من هو صديقه ومن هو عدوّه، وبالرغم من أنه صاحب حيثية سياسية معيّنة فإنه يحصل على عدد من النواب وفي بعض الأحيان في مراكز في الدولة لا يستحقها بكل الأوجه.
لا أحد يعلم لماذا انتقد أخيراً المرشحين لانتخابات البلدية علماً أنه حصل على مقعد في المجلس البلدي من دون أن يستحقه!
على كل حال كما يقولون إنّ الآتي أعظم، إذ انّ بشائر المزاج الشعبي في الانتخابات البلدية في منطقة إقليم الخروب تفيد بذلك، خصوصاً أنّ الرئيس الحريري لن يتدخل هذه المرة مع الأهالي بل سيترك لهم حرّية الاختيار وطبعاً هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقاتها.
ومن ناحية ثانية فإنّ الانتخابات البلدية في الشوف أيضاً ستكون مختلفة خصوصاً أنّ الاتفاق بين الجنرال عون والدكتور جعجع سوف يكون له انعكاس سلبي على زعامة وليد بك لأنّ المسيحيين هذه المرة سينتخبون من يختارون وطبعاً لن يكونوا بحاجة الى وصاية جنبلاط.
أمام هذا الواقع الجديد ستكون زعامة جنبلاط لأول مرة ضعيفة جداً وسيعود الى حجمه الطبيعي وهكذا يمكن أن نقول إنّ هذه الزعامة التي كانت في يوم من الأيام بيضة القبان عادت الى حجمها الطبيعي.