في الحقيقة ليس العرب هم الذين لا يحبون الفرس، بل العكس هو الصحيح. فمما لا شك فيه أنّ الاسلام في بداياته قضى على الامبراطورية الفارسية، وهكذا لا يزال حكام الفرس يشعرون بأنّ العرب المسلمين قضوا على امبراطوريتهم.
فإذا عدنا إلى معركة القادسية، إحدى معارك الفتح الاسلامي لفارس والتي وقعت بين 16 و19 تشرين الثاني عام 636، بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقّاص والامبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد في هذه المعركة، التي انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم. وكانت هذه المعركة أهم المعارك التي أدّت الى انهيار الامبراطورية الفارسية.
لقد وقعت هذه المعركة في محافظة القادسية كما أشرنا وتحديداً في مدينة تسمّى الديوانية، وهي إحدى محافظات الفرات الأوسط. وكانت هذه المعركة من أعظم الوقائع، حيث حسمت أمر العراق العربي وأخرجته من سيطرة الفرس.
حيث كان الصراع بين المسلمين والفرس قائماً قبل خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد هُزِمَ الفرس أيضاً في معركة (البويب). فاستاء الفرس من قائدهم، واجتمعوا على اختيار قائد من نسل كسرى، فبدأ يعيد بناء الجيش.
معارك المسلمين والفرس هذه أدّت الى قتل أكثر من 20 ألفاً من الفرس.
من هنا كان الحقد الفارسي على العرب عموماً وعلى المسلمين منهم بشكل خاص… ومن هنا كان كره الفرس للعرب والعروبة.
أما في المرة الثانية، فكانت عندما أتى المخطط الاميركي والذي هيّأ عودة آية الله الخميني ضمن مشروع تشييع أهل السنّة، عام 1978، إذ كان الاميركيون يعلمون أنّ الرئيس العراقي لا يمكن أن يتعايش مع جار يهيّئ له مشروعاً دينياً مدمّراً.
لذلك قام آية الله الخميني بحربه ضد الدولة العراقية تحت شعار التشيع، وبقيت تلك الحرب 8 سنوات دُمّر فيها الجيشان العراقي والإيراني وكلفت تلك الحرب 1000 مليار دولار لكل دولة كخسائر مادية بالاضافة الى أكثر من مليون مواطن من الطرفين، من القتلى والمهجرين. وكانت هذه هي العداوة الثانية بين العرب وبين الفرس.
كما ذكرنا فإنّ المخطط الاميركي جاء بآية الله الخميني ومعه مشروع التشيع.
بالاضافة الى الحرب مع العراق، فكّك آية الله الخميني الجيش الايراني، وأقام الحرس الثوري الذي يعتبره الجيش الحقيقي الذي يحمي الثورة ومعظم جنوده من الثوار التابعين لآية الله الخميني، وأقام ما يُسمّى بـ»فيلق القدس»، أي أنه أسّس فرقة خاصة لتحرير القدس، وعيّـن اللواء قاسم سليماني قائداً لهذا الفيلق، والأهم فإنّ نظام الخميني قام بإلغاء السفارة الاسرائيلية وأقام بديلاً لها سفارة فلسطين، وكانت أوّل سفارة فلسطينية في العالم.
والأهم انهم سرقوا العلم الفلسطيني وادّعوا أنهم يريدون تحرير القدس، والملاحظة الأبرز انه منذ قيام الثورة الخمينية عام 1978 ولغاية اليوم لم يقم هذا الفيلق المسلح إلاّ بتدمير أربع عواصم بلدان عربية وهي: العراق وسوريا ولبنان واليمن، ويدّعون أنهم يريدون تحرير فلسطين بعد هذا كله.
وإثباتاً لنوايا الفرس العدائية، ودليلاً على ما يضمرونه للعرب من عداء… أذكر الاحتلال الايراني الفارسي للجزر الإماراتية الثلاث، حيث أقدمت إيران في 30 تشرين الثاني عام 1971 على احتلال الجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى اللتان تتبعان إمارة رأس الخيمة، وجزيرة «أبو موسى» التي تتبع إمارة الشارقة، و»أبو موسى» هي واحدة من ستة جزر تشكّل أرخبيل مضيق هرمز جنوب الخليج العربي.
وبالإضافة للجزر الإماراتية الثلاث تأتي قضية الأحواز وهي إمارة عربية كانت تتمتع بالحكم الذاتي أيام الانتداب البريطاني. ضمّها شاه إيران عام 1925، وأعدم حاكمها خزعل الكعبي بعد اكتشاف النفط في الإمارة، ثم تم القضاء على عائلة الكعبي في 25 نيسان 1925 من قِبَل الفرس.
تتبع إيران سياسات تمييزية ضد العرب هناك في التوظيف وفي الثقافة، فمنعتهم من تعلّم اللغة العربية ومن استعمالها في المناسبات، ومن تسمية أطفالهم بأسماء عربية… يعاني عرب الأحواز من صعوبة الحصول على فرص دخول الجامعات الإيرانية.
كل هذه الأمور تعطي الدليل الواضح، على ان العرب ليسوا هم من لا يحبون الفرس، بل الفرس هم الذين يحقدون على العرب ويكرهونهم الى درجة كبيرة.