«من اول الطريق»، الحكي والوعود و«الضحكة الصفرا» وتحديد المواعيد، صارت بالنسبة الى الناس، شيكات من دون رصيد، مثل آلاف الشيكات المرتجعة التي يتم تحريرها في هذه الايام، لان «الفراطة» قليلة في جيوب المواطنين، بفضل هذه الطبقة الحاكمة. والشعب تأخر كثيراً في سلوك طريق الشارع للتظاهر والاعتراض ورفع الصوت «بدنا ناكل جوعانين».
كفى كذباً على الناس، تصدرون القوانين، ولا تصدرون المراسيم التطبيقية، لتصبح القوانين فاعلة، تلتهون بتعيين الموظفين، قبل صرف الموظفين غير القانونيين، والموظفين الفائضين، والموظفين الذين لا يعملون، تسافرون الى الخارج وتنفقون اموال المواطنين، ولا تجدون وقتاً لدرس واخذ القرارات اللازمة لوقف الانهيار.
اين الهيئات الناظمة ومجالس الادارات التي هي عصب العمل في الكهرباء، والاتصالات التي تحل محل الوزراء الفاسدين والفاشلين.
لو ان الحكومة تملك الصدقية والهيبة، والدولة تملك القرار والسيادة، هل كان عدد من الشبان استطاعوا امس ان يغلقوا شوارع واوتوسترادات العاصمة، ومنعوا آلاف المواطنين الذين يعانون الاوضاع الصعبة، من المشاركة في التظاهر والاعتراض بصورة حضارية وديموقراطية.
منذ «تباشير» الازمة من حوالى السنة، كثير من الاقتصاديين والماليين الجديين، وبعض الوزراء والنواب، حذروا الحكومة والمسؤولين، من التقاعس في مواجهة المشاكل المالية والاقتصادية والاجتماعية، لان البلد يتدهور بسرعة نحو الكارثة، وكالعادة كانت صرخة هؤلاء وصرخات العديد من الزملاء الاعلاميين تذهب مع الريح، وغالباً ما كانت «تخلق» مشكلات جانبية لا علاقة لها بالمشاكل القائمة، لتضييع البوصلة، وحرف الاهتمام عن المشاكل الملحة، بمثل ما يجري اليوم، حيث يفتح الموضوع الخلافي المتعلق بالحوار مع النظام السوري، فتضيع «الطاسة» وتتشتت الاهتمامات، وتتعمق الخلافات…
اعجبني جداً وصف احد النواب لعدد من الوزراء بقوله: «مش خرج يكونوا وزرا…»
هل دخل لبنان في الثقب الاسود؟!