Site icon IMLebanon

نعرف المنطقة أحياناً أكثر من أميركا

عن العلاقة الجيدة بين الغرب وزعيمته أميركا وبين دولة الإمارات العربية المتحدة سمعت وزملائي في المهنة من المسؤولين الإماراتيين الموقف الآتي: أحد أهم الأشياء التي نمتلكها هو معرفتنا للمنطقة، والغرب يعرفنا أيضاً. ولذلك يجب أن يثق بنا. هذا ما نقوله لدوله. نحن نضع إمكاناتنا حيث يجب، ونحكي في وضوح وليس بقصد إحراج أصدقائنا. نقول لهم أحياناً إننا نعرف المنطقة أكثر منهم. أحياناً نأخذ وقتنا وننجح. وأحياناً لا. نريد منهم موقفاً واضحاً من ليبيا لأننا نرى ما يحصل في سوريا. إدارة الأزمة السورية عملية صعبة جداً. لذلك نشدّد على أصدقائنا أن لا يجعلوا من ليبيا سوريا أُخرى. اعتبروا أننا مرتاعون من تنامي دور “الإخوان المسلمين” في ليبيا. لكنهم وجدوا أن ما قلناه لهم كان صحيحاً. لكننا لا “نمرِّك” عليهم: قلنا لكم ولم تستمعوا إلينا. نحن نفكِّر بصوتٍ عالٍ ونتحدث بالذي نفكّر فيه. لا نمتلك لغتين وخطابين. لكن لنا مصلحة في أن تكون سياسة أميركا وأصدقائها واضحة ومصممة. بعد سقوط قذافي ليبيا قلنا لهم: لا تعطوا سلاحاً لأحد.

وعن العلاقة الإماراتية – السودانية سمعنا الموقف الآتي: أشكركم على اعتبار الإمارات دولة محصّنة. لكن لا أحد محصَّناً. كلنا معرّضون للإرهاب. أنا لا يرضيني أن تكون الإمارات محصّنة واليمن والعراق وسوريا غير مستقرّة على الأطلاق. فهذا محيطي الحيوي. المواطنون السودانيون ساهموا في نهضة دولتنا، وعلاقتنا تاريخية مع السودان. لذلك ندعو إلى توجُّه موحّد لمواجهة تحديات وجودية في الدول العربية كلها.

وعن عودة الثوار الإسلاميين في الفيليبين إلى السلاح بعد اتفاقهم مع حكومتها واحتمال تحوُّل بعضهم إلى الإرهاب، سمعنا الموقف الآتي: العلاقة مع آسيا صارت همَّنا. لنا مصلحة استراتيجية فيها. فهناك علاقة النفط (استيراد وتصدير)، وهناك العمالة الآسيوية في الإمارات والخليج عموماً، وهناك قلق من انتشار الفكر الإرهابي فيها جراء ما يحصل في سوريا وغيرها. ما يحصل في الشرق الأوسط له أثر مهم في الفيليبين وماليزيا وأندونيسيا وسنغافورة. ونحن نحتاج إلى تعاون سياسي مع هذه الدول وغيرها لمواجهة التطرُّف. ولا يمكن قصر التعاطي معها على العمالة. والحكومات والزعماء الآسيويون يسألوننا: ماذا يجري في منطقتكم؟

بعد كل هذه الجولة عاد الحديث مع المسؤولين الإماراتيين إلى قمة مجلس التعاون الخليجي المقرّر انعقادها في عاصمة قطر قريباً، وتشعَّبت الأسئلة عن مصيرها والجهود التي ثبَّتت موعد انعقادها ومكانه، فكانت الأجوبة الآتية: نحن انشغلنا كدول مجلس التعاون الخليجي بخلاف قطر مع المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات منذ نحو ثمانية أشهر. تسبب ذلك بتلكؤ مسيرته. وخلال هذه المدة تكوّنت احتقانات. تجاوزنا ذلك في قمة الرياض الاستثنائية الأخيرة. لكن علينا أن نكون واقعيين ونعمل لنجاح القمة العادية في قطر قريباً. هناك حاجة لترميم الخواطر ولجعل الخطاب الإعلامي أكثر هدوءاً. نجحت قمة الرياض لأسباب ثلاثة. الأول صراحة خادم الحرمين الشريفين. كان صبوراً وحكيماً وصريحاً وواضحاً وشفّافاً في قيادة الأزمة. لولاه ما تحقّق الذي تحقّق. والثاني جهود رئيس دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. والثالث الدور الذي قامت به دولة الإمارات، فالشيخ تميم بن خليفة آل ثاني رئيس دولة قطر استجاب لدورها.

لكن، أضاف صاحب الجواب: “لا بد من الحرص على ما تحقق في الرياض ومن المحافظة عليه. وهذا يعني أن على وزراء خارجية دول “مجلس التعاون” أن ينجحوا في الإعداد لقمة ناجحة في الدوحة. وهذا يعني استعمال خطاب إعلامي هادئ وبذل الجهود من أجل اتفاق على موقف موحَّد من مصر. يجب أن نبني على ما حصل، ولا بد من ارتقاء الخطاب الإسلامي. “مجلس التعاون” أُسِّس قبل أكثر من 30 سنة، يجب حمايته ومتابعة مسيرته وإنجازها”.

وعن النتيجة التي انتهت إليها أخيراً المفاوضات بين المجموعة الدولية 5+1 وإيران سمعت وزملائي في المهنة من المسؤولين الإماراتيين أنفسهم الآتي: تابعناها ودعمنا الاتفاق الانتقالي السابق، وندعم اليوم الاتفاق الموقّت الأخير. نريد أن نرى اتفاقاً مُحكماً يؤكِّد أن المنطقة لن تذهب إلى سباق تسلُّح (أسلحة دمار شامل). الإمارات عندها برنامج نووي مهم ولكن سلمي لا يتضمن تخصيباً للأورانيوم لأنها لا تريد إرعاب المنطقة. نجاح المفاوضات المذكورة يرسي استقراراً في الخليج شرط أن يكون التحقّق من الاتفاق الناجم عنها ممكناً، وأن يكون خالياً من الفجوات والثغرات.