IMLebanon

“بدنا مساعدة صديق والجمهور”

قال الرئيس نبيه بري” ان اي اتفاق يصل اليه المسيحيون في الشأن الرئاسي أسير به مثل “البلدوزر”. وردا على سؤال “اذا اتفق العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع على انتخاب الرئيس، فهل يحصل ذلك؟ أجاب بري: “نعم، وانا اعتقد ان العوامل الخارجية يمكن ان تؤثر 100% وصفر %. اي عند اتفاق اللبنانيين لا مجال للاولى ويصبح تأثيرها صفرا”. قيل لبري: واذا لم يتفقا؟ أجاب: “بدنا مساعدة صديق والجمهور”.

وهنا يكمن الخوف لسببين: اولهما استحالة اتفاق الطرفين الاقوى مسيحياً على الرئاسة وكلاهما يحلم بالمقعد، وكلاهما يحمل من الماضي أسوأ ما فيه، وكلاهما تمكن من لقاء “اعداء” الامس من دون ان يتقبل حتى الساعة لقيا “اخيه” القريب.

والثاني ان لا هوية محددة لهذا الصديق حاليا في ظل تخبط عربي لا مثيل له. ولعل الرهان على المفاوضات الاميركية الايرانية ضعيف، في ظل تأكيد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في جنيف وجود “ثغرات كبيرة حتى الآن وطريق طويل” قبل التوصل إلى اتفاق على الملف النووي الإيراني. كذلك قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إن الرئيس حسن روحاني لن يقبل اتفاقاً ناقصاً وقصير الأمد أو اتفاقاً غامضاً يترك المجال مفتوحاً أمام التأويلات.

اما التقارب السعودي – الايراني، والذي يراهن عليه البعض، فقد لا يكون ممكناً إلا في ظل الاتفاق الاميركي الايراني، لان التباعد قائم بين طهران وكل دول الخليج العربي حول مجمل الملفات، من اليمن الى ليبيا والبحرين، فسوريا ولبنان، مرورا بمصر وفلسطين، وما يهم دول مجلس التعاون الخليجي هو اعادة قطر الى بيت الطاعة، وتوحيد الموقف العربي، قبل اللجوء الى الجار الفارسي، الذي بالكاد يعترف بوجود هذه الدول، كما حالنا المزمنة مع سوريا التي ما اعترفت يوما باستقلال لبنان الناجز.

اما النظام السوري، اللاعب الاكبر سابقا بفعل وصايته التي دامت نحو 30 عاما، وامساكه باللعبة اللبنانية اكثر بعد الطائف، بصفقة مع واشنطن، فمنشغل حاليا بامور كثيرة، وهو، ان رغب في فرض ارادته والتأثير في القرار، الا انه فقد القدرة على التدخل المباشر، وان كان يعتبر انه قوي عبر عدد من حلفائه.

الفرنسيون يبذلون ما في وسعهم لاعتقادهم أيضاً بأولية دورهم منذ ايام الانتداب، وللاستمرار في محاولة لعب دور في بعض قضايا المنطقة، تحفظ لهم بعضا من دور دولي او اقليمي آيل الى تراجع مستمر.

من هنا يبدو اننا نفتقد أيضاً الصديق القادر على التدخل فرضا، او كوسيط، وبالتالي فقد خسرنا ورقة، ولم يعد امامنا الا الجمهور، وفق تعبير الرئيس بري. فمن هو هذا الجمهور؟ هو الشعب اللبناني الذي يرتضي الذل مع زعماء يقدمون مصالحهم على مصالح الوطن، وهذا أيضاً ورقة خاسرة.