IMLebanon

نريد أفعالاً ولا نريد أقوالاً

 

استوقفنا خطاب الكاردينال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في كنيسة سيدة التلة في دير القمر بمناسبة عيد سيدة التلة، ومن أهم ما قاله الآتي:

توجّه بكلمته بالإشارة الى فخامة رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون قائلاً:

1- بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيدة التلة ندعو الله أن يزينكم بالحكمة والروح الرئاسي لتواجهوا التحديات الكبيرة (لاحظوا هنا “التحديات الكبيرة”).

2- قيام الدولة بمؤسّساتها وإدارتها المحرّرة (وهنا لاحظوا “الإدارة المحرّرة”) من التدخل السياسي.

3- و”التمييز اللوني” في التوظيف خلافاً لآلية مبنية على الكفاءة والأخلاقية.

4- إحياء اقتصاد منتج ينهضه من حافة الإنهيار ويرفع المواطنين من حال الفقر ويفتح المجال أمام الشباب لتحفيز قدراتهم ويحد من الهجرة.

5- تعزيز التعليم الرسمي والخاص والمحافظة على المدرسة الخاصة المجانية وغير المجانية وإنصافها ومساعدة الأهالي في حرية اختيار (المدرسة لأبنائهم).

6- حماية المالية العامة بإيقاف الهدر والسرقة والفساد وحفظ التوازن بين المداخيل والمصاريف ضمن موازنة واضحة ومدروسة.

7- ضبط العجز والدين العام.

8- بناء قضاء شريف حر ومسؤول يكون حقاً وفعلاً أساس الملك.

9- الإسراع في تطبيق اللامركزية الإدارية المناطقية.

يمكن أن نقول بكل واقعية إنّ هذا الكلام الذي ورد في عظة غبطة البطريرك الراعي يعبّر عن معاناة الشعب اللبناني كله من الكبير الى الصغير، وأهمية هذا الكلام أنّه قيل أمام فخامة الرئيس ميشال عون الذي لا نشك في أنه يملك القدرة والرغبة في تحقيق هذه المطالب التي كان ينادي بها منذ العام 1989، والأهمية الأكبر أنه اليوم أصبح رئيساً للبلاد.

كلام غبطة البطريرك ليس وحده بل انّ فخامة الرئيس تكاد لا تمر مناسبة إلاّ ويعبّر عن رأيه بصراحة عن أمنيته بتحقيق الإصلاح… وبالفعل فإنّ سبب إنشاء وزارة الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد انطلق من رغبة فخامته على ترجمة الأقوال بالأفعال… ولا ننسى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري يعمل ليلاً ونهاراً من أجل بناء دولة، ولم يترك بلداً في العالم إلاّ قصده من أجل الحصول على المساعدات بأنواعها كافة… وعدد كبير من الوزراء أيضاً لديهم الرغبة كما تبيّـن أنهم أكفاء في تحمّل المسؤولية.

أمام هذه الرغبات التي هناك إجماع عليها من المسؤولين جميعاً ومن الطوائف كلها ومن مختلف أطياف المجتمع اللبناني يبقى السؤال الكبير: هل تحقق أي شيء من هذا الكلام؟!.

بصراحة، وبخيبة أمل: لم يتحقق من هذا كله أي عمل والمثال الصارخ ملف الكهرباء وملف الموازنة وملف النفايات(…) وهناك عدد كبير من الملفات التي يعلم بها الجميع ولا يتسع المجال لتعدادها.

أخيراً، لا بد هنا من أن أذكر ما قاله الوزير الصديق وزير الداخلية نهاد المشنوق من أنّ هناك كثيراً من الاتهامات وقليلاً من الحقيقة… وهذه هي المأساة الكبرى.

إذ نسمع كثيراً من التصريحات وكثيراً من الحديث عن السرقات والفساد ولكن يتبيّـن أنّ من أسباب هذا الكلام اليوم أنّ بعض وسائل الإعلام يكبّر ويضخّم الأمور من أجل تحقيق انتشاره.

ولكن لا أحمّل المسؤولية بالكامل الى (السوشل ميديا) بل اننا نسمع كثيراً من الاتهامات ولا نرى إلاّ قليلاً من الحقائق.

عوني الكعكي