كلام جميل يتمناه كل مواطن عربي وكل مسلم في جميع أنحاء العالم… ولكن، كما قال الشاعر، «ما كل ما يتمنى المرء يدركه/ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن».
ونعود لنقول للسيّد حسن نصرالله إنّ كلامه بالأمس لإحدى محطات التلفزيون الممانعة والمقاومة (نسينا: والتصدّي) إنّ الحرب المقبلة، عفواً، الحرب الكبرى لن تكون في الجليل لأنّ الهدف اليوم هو القدس!
لا نريد هنا أن نقلّل من أهميّة المقاومة اللبنانية لأنّ ما قامت به من تحرير جنوب لبنان وإجبار العدو الاسرائيلي على الانسحاب من لبنان لا يمكن إلاّ أن نعترف لها بهذا الإنجاز وأن نقدّره عالياً وهو الأول في تاريخ الصراع مع الصهاينة.
ولكن بالنسبة لحرب 2006 الإلهية فعندنا موقف مختلف… وللأسف لا نتفق مع رأي السيّد حسن نصرالله:
أولاً- لأنّ سماحته لم يعرف بخطف الجنديين الاسرائيليين إلاّ بعد 4 ساعات من أسرهما لأنّ الذي قرّر وأمر بتنفيذ المهمة كان اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني.
ثانياً- كلفت هذه الحرب 5000 قتيل وجريح لبناني من الجيش والمقاومة والشعب اللبناني.
ثالثاً- كانت المقاومة على الحدود مع إسرائيل فأصبحت على بعد 50 كيلومتراً منها كما حصل في العام 1978 يوم احتلت إسرائيل جنوب لبنان وأبعدت المقاومة الفلسطينية 50 كيلومتراً وأقامت دويلة سعد حداد.
رابعاً- بالنسبة للتكاليف المالية فقد كلفت المواطن اللبناني 15 مليار دولار تضاف الى ديون الدولة اللبنانية… هذا كله مقابل الانتصار الإلهي…
والسؤال: أين هو هذا الإنتصار الإلهي الذي يتحدّث عنه السيّد؟
يقول السيّد إننا سننتصر على إسرائيل كما انتصرنا على «داعش»، كلام جميل أيضاً ولكن يقول إنّ هذا الانتصار كان بمساعدة الاميركيين! لم أصدّق أنّ السيّد يقول هذا الكلام، فالسؤال الطبيعي: هل هناك تعاون بين الشيطان الأكبر وبين «حزب الله»؟ والسؤال الثاني لو افترضنا أنّ الشيطان الأصغر الذي هو إسرائيل عرض على «حزب الله» أن يساعده في معركته مع التكفيريين أي مع «داعش» فهل كان ليوافق؟!.
يا سيّد، العالم يعرف أنه لولا الموافقة الاميركية على وجودك في سوريا لما كنت أنت وجماعتك هناك ولا حتى القائد الملهم اللواء قاسم سليماني الذي يتنقل بين بغداد ودمشق وبيروت ويعطي الأوامر بالقتل والتدمير في كل شيء والأهم في قتل المسلمين تحت أسماء مختلفة ساعة تقولون عنهم «داعش» وساعة أخرى «التكفيريون»!
سؤالي هنا أليْس هؤلاء مسلمين؟!. وكيف تسمح وتقبل لنفسك بأن ترسل أبطال المقاومة لقتل المسلمين إن كانوا من الشعب السوري المظلوم من أجل بقاء الجزار وكرسي الجزار بشار الأسد؟!.
كفى ضحكاً على الناس،
كفى تضليلاً للمؤمنين،
القصة كلها هي الحفاظ على كرسي الطاغية بشار.
من ناحية ثانية، من المعلوم والمؤكد والمعترف به من كل العالم أنه لولا تدخل الروس لكان الرئيس بشار وجماعته في مزبلة التاريخ.
فقط أسبوع واحد كان يفصل بين بقاء ونهاية ذلك المجرم لولا تدخل الروس الذين أرسلوا الأساطيل والطائرات لاحتلال سوريا… وتعرف كيف تعامل الرئيس بوتين مع الرئيس بشار يوم استدعاه الى موسكو قبل التدخل! والأنكى والفضيحة الكبرى يوم جاء بوتين الى سوريا وبدل أن يذهب الى دمشق ذهب الى عاصمته الروسية في سوريا وهي قاعدة «حميميم»، وكان الاستقبال كما شاهدنا عبر التلفزيونات وعبر الڤيديوات مهيناً ومعيباً بحق الرئيس السوري، فهكذا معاملة لا تكون للرؤساء بل للعملاء.
ونذكرك بأنّ عديد قوات المقاومة في سوريا وصل الى 10 آلاف مقاتل بينما كان عديد أفراد الجيش الروسي هناك 48 ألف مقاتل … والأهم الطيران، ولولا الطيران الاميركي والروسي لم تكن توجد قوة في العالم يمكنها هزيمة «داعش» وأخواتها.