Site icon IMLebanon

انتصرنا  

نعم، بكل فخر واعتزاز نقول إننا انتصرنا، ولكن هناك سؤال بسيط جداً كيف انتصرنا؟

عندما يقتل «حزب الله» «النصرة» ماذا يعني ذلك؟ هل يعني أنّ «حزب الله»، الذين هم مسلمون، إن كانوا شيعة أم سُنّة، بالمحصلة فإنهم مسلمون، فعندما يقتلون عناصر من «النصرة»، من هم «النصرة»؟ أليْسوا مسلمين؟

من ناحية ثانية، في نظرة الى العالم العربي نرى العراق مقسّماً، مفتتاً ويكاد لا يمر يوم واحد إلاّ وهناك سيارة مفخخة أو تفجير وقتل عشرة أو عشرين مواطناً عراقياً، يعني أننا نقتل بعضنا البعض… أي أنّ المسلم يقتل المسلم! والسؤال هنا: من يستفيد من الحرب في العراق؟ بكل بساطة: إسرائيل، ولكن نحن نقول إننا استرجعنا مدينة الموصل من «داعش»… بالحقيقة إنّ القضاء على أعمال «داعش» ليس هناك مجال للمناقشة، ولكن بالحقيقة النتيجة أنّ المستفيد هي إسرائيل، وهي التي تنتصر والعرب يخسرون كل يوم في كل البلاد العربية.

ولو نظرنا الى سوريا أين كانت قبل الثورة وأين أصبحت اليوم لتبيّـن لنا الواقع المؤلم:

في الجنوب أميركا وروسيا احتلتا الجولان ودرعا.

في الشمال الأكراد يحضرون أنفسهم لأن يعلنوا دولة وأميركا موجودة عسكرياً في تلك المنطقة وتساعد الأكراد وتدربهم على السلاح… لماذا؟ لمحاربة أهلهم السوريين… أي أنّ المواطن العربي السوري يقتل المواطن العربي السوري تحت شعارات مختلفة: ساعة «داعش»، وساعة ثانية «النصرة»، وساعة ثالثة «أحرار الشام» بالنتيجة أصبحت سوريا مقسّمة…

وكما قلنا الجنوب لأميركا وروسيا والشمال للأكراد وأميركا وتركيا والساحل السوري لروسيا ولها قاعدة جوية في حميميم، وقاعدة بحرية في طرطوس.

ونقول: إنّ الجيش السوري حقق المعجزات في صموده وانتصاره على الإرهاب…

أين كان هذا الإرهاب؟ ومِن أين أتى؟ بكل بساطة وصراحة: مؤامرة أميركية جاءت بالخميني الى الحكم في إيران من أجل الفتنة الشيعية – السنية التي لم تكن موجودة في يوم من الأيام.

والأنكى ان الجميع يعرفون أنّ هناك مؤامرة كلها لمصلحة إسرائيل وكلها ضد الإسلام والعرب ومع ذلك نقول إننا انتصرنا…

وإذا نظرنا الى ليبيا لتساءلنا أيضاً: أين كانت وأين أصبحت؟ وكيف هي غارقة في الدماء والإقتتال، والحروب الأهلية المستمرة منذ سنوات.

واليمن… ماذا عن هذا البلد «السعيد» كما درجوا على تسميته في التراث المتواصل منذ نحو ألفي سنة؟ فماذا بقي من اليمن؟ وماذا بقي من «السعادة» فيه؟

أهذه هي الانتصارات؟!. وبهكذا «انتصارات» يحتفلون؟!.

عوني الكعكي