IMLebanon

ثروة لا تخيب

 

لبنان الى أين ؟ 

سؤال يطرحه الجميع. 

ولا أحد يملك جواباً شافياً عليه. 

واللبنانيون ينتظرون تسوية دولية، أو نصيحة اقليمية، تنقذ الاستحقاق الرئاسي من الشغور. 

… وتدفع البلاد الى حل سياسي، يقوده الرئيس العتيد، ولا يبقى مجرد حلم يراود المخلصين من قياداته. 

… يسمعون به ولا يحصلون عليه. 

والسؤال الأدهى كان غموض يلف الجميع، بعد سقوط تدمر، ووقوع مملكة زنوبيا في يد داعش وأخواتها وأبناء عمومتها والأنسباء. 

هل أصبح النظام السوري يخسر قلاعه، الواحدة تلو الأخرى؟ 

وانه لولا حزب الله وايران، لكان قد أصبح في خبر كان، أو عند الجناح التكفيري، أو على مشارف السقوط في وهاد الصراع بين داعش والنصرة. 

وهل أصبح اللبنانيون وسواهم، يفتشون عن أبنائهم المخطوفين منذ عشرات السنين، أو بين الأحياء في مجاهل تدمر. 

ثمة شيء واحد يدغدغ أحلام اللبنانيين، ألا وهو الحوار المستمر، في عصر يصعب فيه الحوار. 

ولعل الحوار المستمر حول مبادرة الرئيس العماد ميشال عون، بين الرابية والصنائع، وفي كليمنصو وبيت الوسط، 

ومن زغرتا الى معراب، هو الرهان على تفاهم مجهول، بين أفرقاء الأزمة. 

كما ان الحوار لم ينقطع بين تيار المستقبل وحزب الله، على الرغم من اتساعه وحدّته، ومن صلابة المتحاورين، كل بمواقفه والآراء، هو الثروة الباقية في مرحلة انعدام الأمل للاتفاق والتفاهم.

*** 

وبين المواقف والآراء، ثمة عبارة تغطي اسباب الازمات، الا وهي ان المشكلة في لبنان تكمن في عدم تطبيق الدستور. 

معظم الأفرقاء ليسوا متيّمين ب اتفاق الطائف لا حبّاً ولا غراماً. 

إلاّ أن هناك إجماعاً على ضرورة استمرار الاتفاق، لأن اللبنانيين يجمعهم طائف واحد، وتباعد، فيما بينهم طائفة واحدة، في كل فئة هي الخلاف. 

من بكركي الى بكفيا. 

ومن الرابية الى حارة حريك. 

تبرز غربة واحدة تظلل الجميع. 

وهي ان لبنان جرّب الفراغ، واستساغ الخلافات، وأجمع أبناؤه على ان لبنان التنوّع، هو أشبه بمظلة تردّ عنهم الأمطار في الشتاء، وتقيهم حرارة الشمس في الصيف. 

في مغناة الأخوين رحباني برزت غربة بعد رحيل والدها على يد عدوه في السلطة، وقامت بتوحيد مواطنيها حول الحرية، ومقارعة الظلم ونصرة الحق والعدل. 

واللبنانيون يلتقون الآن، من مختلف المشارب والأفكار. 

وهذا، ان دلَّ على شيء، فيدلّ على ان لبنان الحوار هو ملاذهم الأخير في نظام ديمقراطي. 

المتغطرسون بالسلطة هائمون على وجوههم. 

ووحده الشعب يهيم بالحوار، وينشد التوافق، ليسوده الوفاق في نهاية المطاف. 

الوضع صعب، إلاّ أن الحوار هو الثروة الكفيلة بانتصارهم على المصاعب والأزمات.