IMLebanon

الانتخابات والسلاح!!!

 

 

سيبقى موضوع إجراء أو عدم إجراء الانتخابات النيابية المقرّرة في 15 أيار المقبل مفتوحاً حتى اليوم الأخير. أي يمكن أن تُـجرى الانتخابات، كما يمكن أن تؤجّل.

 

على أية حال… فإنّ موضوع تأجيل الانتخابات في لبنان صار «موضة»، والتاريخ يثبت ما أقول، بدءاً بالحرب الأهلية عام 1975… إذ تأجلت الانتخابات النيابية حوالى 15 سنة، فظلّ المجلس النيابي قائماً، حيث انتخب الرئيس الياس سركيس رئيساً للجمهورية في 23 أيلول عام 1976 إلى 22 أيلول عام 1982، ثم الرئيس بشير الجميّل الذي انتخب في 23 آب 1982 خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان واغتيل في 14 أيلول من العام نفسه، ثم الرئيس أمين الجميّل من 22 أيلول 1982 حتى 22 أيلول 1988. ثم انتخب الرئيس رينيه معوّض أول رئيس بعد «الطائف» في 5 تشرين الثاني عام 1989 واغتيل في 22 تشرين الثاني من العام نفسه، لِيُـنْتخب الرئيس الياس الهراوي رئيساً في 24 تشرين الثاني عام 1989 بعد اغتيال الرئيس معوّض، ومدّدت ولايته ثلاث سنوات بعد تعديل دستوري عام 1995 بأكثرية 110 أصوات ومعارضة 11 نائباً وغياب سبعة نواب، فصارت ولايته تسع سنوات انتهت في 24 تشرين الثاني عام 1998.

 

وَلْنَعُدْ الى الانتخابات النيابية، وتحديداً الى العام 1992، حيث جرت الانتخابات لمجلس النواب الرابع عشر في 1992/10/16 واستمر المجلس حتى 1996/10/15. وقد شهدت هذه الانتخابات مقاطعة مسيحيّة شاملة في بيروت الشرقية، وبعض مناطق جبل لبنان والجنوب والشمال. وفي هذه الانتخابات تساوى عدد المسلمين والمسيحيين لأوّل مرّة في عملية انتخابات عامة. كما رفع عدد النواب من 108 إلى 128.

 

هذا ما كان يحصل قبل اتفاق الطائف… وللأسف تكرّر هذا بعد الاتفاق المذكور، حيث جرت أول انتخابات بعد الطائف عام 1992 ثم أعوام 1996 و2000 و2005 و2009… ولكننا عدنا الى موضوع التعطيل مرة جديدة، إذ تعطل انتخاب مجلس النواب عام 2013، وظلّ لبنان من دون انتخابات حتى عام 2018.

 

بمعنى أدق، فإنّ موضوع التعطيل على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية بدأ عند انتهاء عهد الرئيس أمين الجميّل، الذي عيّـن الجنرال ميشال عون رئيس حكومة عسكرية، مهمتها الوحيدة إجراء انتخابات رئاسية. لكن الجنرال عون عطّل هذا الاستحقاق الرئاسي مرتين: المرة الأولى عام 1988، والثانية حتى انتخاب الرئيس ميشال سليمان بعد سنة ونصف، وتعطّل الاستحقاق أيضاً عند انتخاب ميشال عون حيث أصرّ السيّد نصرالله على قوله الشهير: «ميشال عون أو لا انتخاب». وهكذا وصل الجنرال ميشال عون الى الرئاسة.

 

كل هذا الكلام عن الانتخابات يؤدي بنا الى القول إنّ موضوع التأجيل، يبقى وارداً دائماً ولأسباب مختلفة.

 

أما بالنسبة للذين يقولون إنّ السلاح هو العائق الأكبر للانتخابات فنقول إنّ موضوع السلاح لا يزال كما هو … والرد الحقيقي على السلاح لغاية اليوم هو المقاطعة، أي عندما لا تصل نسبة المقترعين الى 40٪ فهذا يعني ان 60٪ من الشعب اللبناني غير موافقين على الانتخابات، وهذا يعني إنّ الانتخابات ليست صحيحة بل ان الانتخابات هي انتخابات غير شفافة  ولا تمثل الرأي الحقيقي للشعب.