Site icon IMLebanon

السلاح لا يقضي على التطرّف

أخطر وأسوأ قرار في التاريخ ما يُسمّى بتحرير الموصل من «داعش».

لماذا؟

أولاً- ضرب «داعش» في الموصل عملية عسكرية تستطيع قوات التحالف أن تحقق انتصاراً كبيراً وسريعاً فيها، ولكن هذا انتصار وهمي، والدليل الأكبر على ذلك عندما احتلت أميركا أفغانستان ومن ثم غزت العراق واحتلته…

صحيح أنها حققت نصراً عسكرياً في البداية ثم اضطرت الى الخروج من أفغانستان، وبقيت «طالبان»، بل ازدادت قوة وفعالية وتأثيراً على الحياة في أفغانستان خصوصاً في مجال الأمن المهدّد كل يوم بعمليات وتفجيرات من توقيع هذه المنظمة.

ثانياً- عندما يُطرد «داعش» من الموصل سيتوجه الى الرقة… وبالتالي «داعش» مرض سرطاني لا يعالج بهذا الاسلوب، فالمواجهة بالقوة، وإن فعّالة وقادرة، لن تؤدي الى نتيجة، إذ المطلوب اعتماد طريقة مختلفة كلياً.

هذه الطريقة تبدأ من المدرسة ثم تمتد الى البيت والدولة والمجتمع الدولي أيضاً، إذ يجب توفير البرامج التوعوية في المدارس منذ الطفولة إضافة الى تعميم المعرفة لمواجهة الجهل، إذ ليس مثل الجهل والفقر ما يشجّع على قيام التطرّف وانتشاره.

وبمناسبة الحديث على الفقر يأتي دور الدولة، أي دولة، تجاه مواطنيها وتوفير الإكتفاء لهم وحقهم في الحياة الحرّة الكريمة… كما يأتي دور الدول كمجموعات دولية وأيضاً على مستوى الدول القادرة لتمد اليد الى الدول الفقيرة فتساعدها على مواجهة التزاماتها تجاه شعوبها.

القضاء على الجهل بالعِلم والمعرفة، والقضاء على الفقر بالحياة الكريمة هما الاسلوب الأنجع في مواجهة التطرّف وإلاّ فستفرّخ كل يوم «قاعدة» جديد و»داعش» جديد، مهما تنوّعت التسميات.