Site icon IMLebanon

«كميون» سلاح الكحالة لا «بيقدّم ولا بيأخّر»…  

 

 

أغنية الفنان الكبير جورج وسوف «كلام الناس لا بيقدم ولا بيأخر» تنطبق على ما حصل في بلدة الكحالة مئة في المئة…

 

قامت الدنيا ولم تقعد بسبب شاحنة سلاح أصيبت بحادث على كوع الكحالة لتكشف أنّ هذه الشاحنة أو الكميون محمّل بالأسلحة التابعة لحزب الله.. وللتأكيد على ذلك، فإنّ هناك سيارة كانت ترافق الشاحنة فيها عناصر أمنية بكامل أسلحتهم.

 

أقول هذا لا لأقلّل من أهمية هذا الحادث، أو تناسياً للقتيلين اللذين سقطا بسبب هذا الحادث، بل نسأل سؤالاً بسيطاً: ألم يعلن السيّد حسن نصرالله انه يملك 150 ألف صاروخ يهدّد بها إسرائيل؟

 

فماذا تعني شاحنة سلاح بالنسبة لكميات الصواريخ التي يملكها حزب الله التي يتباهى بها السيّد دائماً؟

 

المشكلة الحقيقية هي سلاح حزب الله، فهذا السلاح هو الذي يحكم لبنان. وكي نكون صادقين مع أنفسنا فإنّ من يحكم البلد هو حزب الله.

 

فلا رئيس للجمهورية إلاّ من يقرّره ويختاره حزب الله!!!

 

ولا رئيس للمجلس إلاّ من يختاره حزب الله.

 

ولا رئيس للحكومة إلاّ من يختاره حزب الله.

 

علينا أن نقتنع بأنّ الحاكم الحقيقي والفعلي للبنان هو حزب الله…

 

قد يتساءل مواطن… وماذا عن إسرائيل؟ بالنسبة لإسرائيل كل جماعة المقاومة والممانعة هم من الحلفاء الحقيقيين لإسرائيل لسبب بسيط: إنّ الذي يحكم إسرائيل هم المتطرفون في الدولة العبرية.

 

الدولة الاسرائيلية تعيش على ان هناك خطراً كبيراً يهدّد وجودها… ومن أجل ذلك فإنها بحاجة الى حرب دائمة ومستعدة لها. وعلى سبيل المثال نقول: لماذا توقفت عملية السلام مع الفلسطينيين، ومن الذي أوقفها؟

 

بكل صراحة وبساطة… الظاهر ان جماعة حماس والجهاد الاسلامي وغيرهما من المتطرفين هم الذين يرفضون السلام مع إسرائيل، وهذا ما تطلبه وتريده الادارة الاسرائيلية… وللتذكير انه لو أرادت إسرائيل أن تنهي «حماس» لكانت أنهتها في حرب 2008 على غزة… يوم وصلت القوات الاسرائيلية الى قلب غزة، وبالتحديد وصلت فرقة كبيرة من قواتها الى مستشفى «الشفاء» في غزة حيث كانت القيادات الفلسطينية بالكامل مختبئة في المستشفى، فانسحبت إسرائيل لأنها لا تريد القضاء على «حماس»، لأنّ القضاء على «حماس» يفسح المجال لاتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لإقامة دويلة في فلسطين، وهذا ما لا تريده إسرائيل.

 

من ناحية ثانية، هناك سؤال ثانٍ: هل فعلاً إسرائيل تريد القضاء على حزب الله؟ أم كما يدّعي السيّد حسن نصرالله هي تخاف وأنها عاجزة؟

 

في الحقيقة، لو قارنا بين حرب 1982 وحرب 2006 فإننا نرى ان إسرائيل عندما قرّرت القضاء على المقاومة الفلسطينية أبقت الحصار على بيروت 100 يوم، وكانت تقصف بيروت بالصواريخ والقذائف من الجو والبحر ومن محيط قصر بعبدا حتى تم توقيع اتفاق بخروج القوات الفلسطينية بقيادة ابو عمار من لبنان.

 

في المقابل، بعد 30 يوماً توقفت الحرب عام 2006… ونتساءل: لماذا؟ لأنّ إسرائيل لا تريد القضاء على الحزب كي يبقى لبنان في حال حرب مع إسرائيل.

 

باختصار، إنّ سرّ وجود «حماس» و «الحزب» وارتباطهما بإيران هو سر بقاء الدولة العبرية.