Site icon IMLebanon

السلاح وسياسة اللبننة والتدويل والتعريب والأقلمة

 

تعددت الاطارات والصورة واحدة: سلاح حزب الله ودوره بعد العام ٢٠٠٠. وتنوعت المواقف والموقع صامد وسط تبدّل الأزمنة والسياسات: من التدويل الى اللبننة وصولا الى الأقلمة ثم عودة الى التدويل ومعه التعريب. ومن ربط النزاع الى صدمة الاستقالة بعد الخلل في التسوية السياسية وصولا الى العمل على تصحيح الخلل وترميم سياسة النأي بالنفس.

خلال مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب كان سلاح حزب الله موضع رهان لبناني وتسليم عربي وحتى دولي. إذ تولت واشنطن وباريس التفاوض مع دمشق وطهران وبيروت وتل أبيب لترتيب نوع من تنظيم القتال بين المقاومة والاحتلال وخصوصا بعد العدوان في عملية تصفية الحساب ثم عملية عناقيد الغضب. بعد انسحاب الاحتلال مدحورا وتحرير الجنوب في العام ٢٠٠٠ بدأت الأحاديث هنا وفي المنطقة والعالم عن نزع السلاح في مواجهة ما ذهب اليه حزب الله من تكريس الدور في مقاومة دائمة.

كان القرار ١٥٥٩ الصادر عن مجلس الأمن باندفاع أميركي – فرنسي بداية التدويل لنزع السلاح. لكن الأمم المتحدة التي لا تزال تعيد التركيز على الموضوع عبر تقارير الأمين العام الى مجلس الأمن كانت، بطبائع الأمور، عاجزة عن تنفيذ قرارها وداعية بيروت الأعجز منها الى التنفيذ. وكان المخرج للبنان والمنظمة الدولية حلّ مسألة السلاح بالحوار الوطني على استراتيجية دفاعية. وهو حوار استمر سنوات في المجلس النيابي ثم في القصر الجمهوري من دون التوصل الى اتفاق على صيغة.

هذا العام أعادت ادارة الرئيس دونالد ترامب إحياء التدويل عبر استراتيجية أميركية ضد ايران ونفوذها الاقليمي وأذرعها وبشكل خاص حزب الله. ثم جاء التعريب الى جانب التدويل من خلال قرار لمجلس الجامعة العربية في اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية اعتبر ان حزب الله المشارك في الحكومة منظمة ارهابية. وفي انتظار النص الذي سينهي أزمة الاستقالة بتوسيع مفهوم النأي بالنفس، فان الانطباع السائد هو اننا لا نزال في حال ربط نزاع ولكن ضمن شروط والتزامات تجعلنا قادرين على التساكن في الحكومة والتضامن مع الأشقاء العرب.

وليس جديدا تأكيد قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري ان سلاح حزب الله ليس للتفاوض. ولا أحد يجهل لماذا يقول المسؤولون الكبار الحريصون على الاستقرار ان دور حزب الله وسلاحه صار اقليميا أكبر من قدرة لبنان، وان حلّ أزمة الشرق الأوسط يحلّ قصة السلاح، وان عودة مقاتلي الحزب من سوريا مرتبطة بالقضاء على الارهاب. لكن ذلك ليس اجازة لدور بالسلاح على المسارح العربية يضع لبنان في مأزق صعب.