IMLebanon

أسبوع الإستحقاقات والتأسيس للشهور المقبلة

 

انتهى تقطيع الوقت وبدأ الجَد، وأيُّ خطأ على كل المستويات، من اليوم وحتى 6 أيار، موعد الإنتخابات النيابية، سيضع البلد أمام اختبار قاسٍ في مواجهة المجتمع الدولي.

فبالتزامن مع انطلاق تسجيل الترشيحات للإنتخابات النيابية، ما زالت هناك أصوات ترتفع مراهِنةً على إمكان تأجيل هذه الإنتخابات، لكنَّ رافعي هذه الأصوات لا يدركون أنَّ تأجيل الإنتخابات من شأنه أن يحرم لبنان كثيراً من المساعدات الدولية، من خلال المؤتمرات المقررة في مجال إنعاشه الإقتصادي، علماً أنَّ ما من زائرٍ للبنان هذه الأيام إلاّ ويشجّع ويشدّد على إجراء الإنتخابات في موعدها.

الإستحقاقات المالية والإقتصادية المشترطة لإجراء الإنتخابات، يأتي في مقدمها مؤتمر سيدر – 1 الذي سيطلب ستة عشر مليار دولار من أجل وضعها في بنى تحتية من شأنها تحفيز النمو في البلد…

السؤال الكبير هنا:

كيف سيمكن ضبط هذه العملية في ظلِّ إدارة لبنانية لم تبلغ من السوء بمقدار ما بلغته اليوم من هدر وفساد وطلب أموال بشكل خيالي؟

فعلى سبيل المثال لا الحصر:

مَن يضع الموازنات للإدارات؟

 

وكيف يتم وضعها؟

ومَن يعرف كيف يتم تضخيم هذه الموازنات بشكل يصل أحياناً إلى ما يفوق الخمسين في المئة؟

مَن يراقب كيف توضع الموازنات؟

هذا أمر يجب التنبه له قبل أيِّ شيءٍ آخر، لأنَّ الدول التي ستُقدِّم القروض الميسّرة للبنان ستسأل عن هذه الموازنات.

إذاً، المطلوبُ شيئان قبل أيِّ أمرٍ آخر:

ترشيد الإنفاق وضبطه والتشدد في وضع موازنات منطقية وليست منفوخة، لأننا سنكون تحت نظر خبراء يعرفون جيداً كيف يتمُّ وضع الموازنات. والقروض الميسّرة التي ستأتي ستكون إحدى وظائفها، خلق فرص عمل لأجيال من العاطلين عن العمل، فهل ستبقى التوظيفات على ما هي عليه من تنفيعات ورشاوى انتخابية من دون التلفت إلى الكفاءة؟

 

إنَّ هناك أرقاماً مخيفة بالنسبة إلى البطالة في لبنان، وما يضاعف من نسبتها أنَّ الكثير من العاطلين عن العمل تُحرَم عنهم الفرص، بسبب التنفيعات التي تُعطى للمحظوظين.

 

في انتظار هذا الإستحقاق، هناك استحقاق داهم يتمثل في اللقاء الرئاسي الثلاثي في بعبدا اليوم، وهو سيُمهِّد الطريق لاجتماع مجلس الدفاع الأعلى غداً، الذي يفترض أن يلتزم بالإطار العام الذي سيرسمه لقاء الرؤساء الثلاثة.

وفي المعلومات المتداولة أنه يمكن للإجتماع أن يُمهِّد لمبادرة حكومية من خلال تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، تطلب فيها تدخله لمنع إسرائيل من تماديها في ضم جزء من النقاط الحدودية التي يتحفظ لبنان عليها، إضافة إلى إشعاره بما يترتب من خطورة نتيجة تهديد ليبرلمان لبنان بضم البلوك 9.

أما يوم الجمعة المقبل فهو يوم مهم بكل المقاييس، حيث يفترض أن يتمَّ التوقيع على عقود الإستكشاف والتنقيب عن الغاز والنفط في البلوكين أربعة وتسعة، فهل ستُقدِم الشركات على التوقيع في ظل التهديد الإسرائيلي؟

الجمعة لناظره قريب.