مواقف دياب زادت اللبنانيين يأساً
في الوقت الذي كان اللبنانيون ينتظرون من يخفف عنهم، ويخرجهم من النفق الذي أدخلتهم إليه السياسات العشوائية للمسؤولين، جاء كلام رئيس الحكومة حسان دياب الأخير، ليزيد من إحباطهم ويأسهم، ويعيدهم إلى الشارع. وهو أمر أثار استهجان الأوساط السياسية التي كانت تنتظر من دياب، مواقف أكثر تفاؤلية تعرض للمسار الانقاذية الذي ستعتمده حكومته للخروج من هذا النفق الذي سيقود اللبنانيين إلى الهاوية، إذا استمرت هذه السياسات قائمة، دون الأخذ بالاعتبار لمصالح الناس والعباد.
ناهيك عن تجاهل الرئيس دياب للحديث عن أي تصور، من شأنه أن يعيد فتح الأبواب مجدداً مع الدول العربية والخليجية، على أسس واضحة وصريحة، وهو على أبواب جولة عربية كما ذكر، بعيداً من سياسة المحاور التي أغرقت لبنان في وحول الانقسام والشرذمة، بعيداً من أحضان الأشقاء العرب، حتى بات وحيداً وعاجزاً في مواجهة قدره.
ويرى عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب وهبي قاطيشا، أن «كلام الرئيس دياب مخيب ويعكس عدم ثقة بالنفس، وهذا دون شك مدعاة للقلق من عدم قدرة حكومته عن تحقيق أي شيء وعدت به،. بالتالي فإن ذلك سيزيد من إحباط اللبنانيي، ويجعلهم أكثر قلقاً على حاضرهم ومستقبلهم»، متسائلاً :«كيف يقبل رأس السلطة التنفيذية على نفسه أن يخاطب شعبة المحبط، بهكذا كلام زاده إحباطاً ويأساً؟. وبالتالي ما هو مبرر بقاء هذه الحكومة بكل ممثليها، إذا لم تقدم البديل القادر على انتشال البلد من مأزقه وإخراج الناس البائسة من أوضاعها المزرية؟».
ويشدد قاطيشا، على أن «اللبنانيين محبطون فعلاً من كلام رئيس الحكومة الذي فاقم بما قاله من حالة البؤس، وأرخى ظلالاً كثيفة من الشك حول مدى جدية هذه الحكومة في تنفيذ ما وعدت به، لإعادة تصويب الأمور وسلوك الطريق الصحيح التي تمكن اللبنانيين من تنفس الصعداء،. الخروج تاليًا من الحصار العربي والدولي المفروض على لبنان، بعد تشكيل حكومة اللون الواحد»، مستبعداً أن يكون لهذه الحكومة «قدرات تمكنها من قيادة السفينة إلى بر الأمان. إذ كيف يمكن أن يأمن اللبنانيون أنفسهم في ظل وجود هكذا حكومة تعادي المجتمعين العربي والدولي؟. وبالتالي فإنه والحالة هذه، فلا أمل بأي دعم عربي ودولي للبنان، في ظل هذه الحكومة التي تمثل فريقاً واحداً من اللبنانيين، وتتبع لمحور يجاهر بالعداء لأشقائنا العرب ولكل دول العالم».
ولا يتوقع نائب «القوات» أي نتائج إيجابية لأي زيارة خارجية قد يقوم بها الرئيس دياب، لأن «لا ثقة خارجية بهذه الحكومة. إذ كيف سيساعدنا العرب، وهناك من لا يلتزم الحياد ويقاتل في عدد من العواصم العربية ويريد تحرير الكون؟، ضارباً بعرض الحائط لمصالح لبنان العربية والدولية»، مشيراً إلى أن «الدول العربية مستاءة من وضع لبنان، وبالتأكيد ستقول لدياب ولو زارها : لقد طفح الكيل، ولا يمكن القبول أن يبقى لبنان سائراً وفق سياسة العداء للعرب والأصدقاء. وهذا أمر بالغ الخطورة وينذر بمضاعفات سلبية على لبنان، يتزايد من عمق أزمته السياسية والاقتصادية، باعتبار أن لا خلاص للبلد إلا من خلال وقوف الأشقاء العرب إلى جانبه، وهو أمر متعذر إذا لم يغير البلد سياساته ويعيد النظر في كل ممارساته تجاه أشقائه».
وفي قراءته لمسار التطورات على صعيد علاقات لبنان الخارجية، يرى قاطيشا أن «عامل الثقة المفقود بين لبنان والدول العربية، سيضاعف من متاعب بلدنا ويغرقه بالمزيد من الأزمات، بسبب السياسة الاستفزازية التي تنتهجها هذه الحكومة، فيما كان المطلوب تشكيل حكومة توحي بالثقة وتضم في صفوفها أهل كفاءة واختصاص، مستقلين عن القوى السياسية، من أجل إخراج البلد من وضعه الراهن. لكن لبنان الآن في ظل هذه الحكومة ليس موضع ثقة لدى الخارج. وهذا ما ظهر جلياً من خلال عدم زيارة أي سفير عربي لرئيس الحكومة، وهو أمر يجب التوقف عنده. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن هذه الحكومة ليست موضع ترحيب عربي، ما يقرض على لبنان أن يعيد حساباته كلياً، وبما من شأنه أن يقود إلى تصحيح علاقاته مع الأشقاء الخليجيين، ويبتعد عن سياسة المحاور التي جرت على البلد كل المآسي والويلات».
ويبدي نائب عكار، خشيته من أن تكون الحكومة «تتعمد اتباع الغموض في ما يتصل بسندات «يوروبوندز»، كي يأتي اليوم الذي تعمد فيه إلى مفاجأة اللبنانيين بالقرار الذي ستتخذه على هذا الصعيد، في ظل الانتقادات التي تواجهها، وهذا ما هو ظاهر في سياسة التخبط المالي التي تنتهجها. لكن مهما كان القرار الذي ستتخذه، فإنه سيكون استمراراً للكارثة القائمة، ما يؤكد أنه ليس بمقدور هذه الحكومة إنقاذ البلد في ظل هذه السياسة المتبعة».