IMLebanon

أهلاً بـ «نداء الوطن»

 

في زمن تتوقف صحف الورق عن الصدور في لبنان وبلدان كثيرة، يستعد القيّمون الجدد على صحيفة «نداء الوطن» للعودة الى الصدور بعد توقف طويل، لم يكن نتيجة الأزمة العاصفة بالصحافة في هذه المرحلة.

 

ولغير سبب، بل ربّـما لألف سبب وسبب، نرانا نرحّب بهذه الخطوة، داعين سلفاً بالتوفيق والنجاح في هذا المسعى الذي بدأ بالبحث عن فريق عمل متكامل في مختلف متطلبات المهنة التي طغت عليها الثورة الإلكترونية طغياناً حاداً لم يتمثل فقط بالإحتجاب، إنما في تقنية العمل بحد ذاته… الى درجة أن الورقة والقلم يكادان يصبحان من الماضي… فالتعامل داخل المكاتب بات يعتمد كلياً على تكنولوجيا العصر، إن في التحرير أو في التصحيح أو في التعامل مع وكالات الأنباء والمراسلين والمندوبين، أو أيضاً في الطباعة.

 

وهذا ليس مدار بحثنا اليوم في هذه العجالة، إنما الخطوة في حدّ ذاتها. إنه «خبر خير» أن تعود الى الساحة الصحافية صحيفة كانت متوقفة. وما يبشر بالخير أن ناشر «نداء الوطن» الجديد أحسن الإختيار بالإتفاق مع الصحافي الخلوق الزميل بشارة شربل ذي التجربة العريقة في المهنة وقد مارسها بمهنية عالية واحتراف متمكن وبأخلاق يشهد له بها كل من عرفه أو تعامل معه في الصحافة التي مارسها في لبنان وخارجه أيضاً. وهو في هذا المجال متأثر من دون أدنى شك بشقيقه الصحافي الكبير الزميل الصديق الأستاذ غسان شربل رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» الغنية عن التعريف.

 

لاشك في أن إصدار صحيفة بات مغامرة. ولقد يفترض أن يملك ناشرها، وأيضاً القيمون عليها أياً كان دورهم، كثيراً من الجرأة في مواجهة الأعباء العديدة المالية والسياسية والأمنية. ومن يقدم على هكذا مغامرة لا تفوته الأوضاع التي تعيشها الصحافة اللبنانية والصعوبات التي تواجهها والعراقيل التي تعترضها. ذلك أنّ الإعلام الإلكتروني إختطف القراء ولم يبق منهم إلاّ القليل، بدليل أن جميع الصحف السياسية الصادرة في لبنان، اليوم، قد لا تستقطب قراءً يوازي عديدهم عدد قراء صحيفة واحدة زمن عزّ الصحافة اللبنانية. أما سوق الإعلانات فبات شبه مقفل إضافة الى كونه محدوداً… وهو ما تعانيه أيضاً الأقنية التلفزيونية.

 

 

ثم يأتي تغيير المزاج العام في البلد، وإنهيار سلّم الأخلاق لدى أطراف إن في المهنة أو في القراء أو في السياسة! خصوصاً أن صحافتنا تحوّلت بشكل مباشر الى منابر لأطراف سياسية وفي آن معاً الى متاريس في مواجهة أطراف أخرى. وتحوّل صحافيون كثر الى «قنّاصين»، وتحوّلت المقالات والموضوعات والتحقيقات والعناوين الى قذائف من عيارات مختلفة.

 

وأما مصير العاملين في المهنة فليس مجهولاً على الإطلاق، فهو معلوم من حيث البؤس والتشرد وتضاؤل المرتّبات.

 

ومع ذلك فإننا نستبشر خيراً بالمولود القديم – الجديد («نداء الوطن») متمنين له أن يكون «من أبناء السلامة».