أطراف ثلاثة اليوم أمام الاختبار. فحين ينتهي لقاؤنا مع مدّعي عام التمييز الذي استدعانا بعد مانشيت الخميس الماضي “أهلاً بكم في جمهورية خامنئي”، سيبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود لكل فريق.
فالسلطة التي حرّكت النيابة العامة ضدّ الحريات وبهدف كمّ الأفواه، ستعرف مدى قدرتها ونجاحها في ممارسة القمع وهل تستطيع اعتماده أسلوباً دائماً إزاء كل وسيلة إعلام لم تدجَّن حتى الآن.
والقضاء الذي نصرّ على اعتباره حَكَماً نزيهاً أو خصماً شريفاً سيظهر كم أنّ ميزان العدالة قابل للتحقق وكم أنّ استقلاليته تستطيع فرض نفسها إزاء جميع الأطراف. ونأمل أن يشكّل قراره درساً يسجّل في سجلّ النيابات العامة ويستشهد به الدارسون للحقوق والمدافعون عن الحريات.
ونحن في “نداء الوطن” الذاهبون إلى النيابة العامة برأس مرفوع وذخيرة التضامن الواسع من أحرار السياسة والإعلام، سنختبر وضع حرية الرأي والتعبير والصحافة في شكلٍ عام. هل تصير مكسر عصا لسلطة ضيّقة الصّدر تخشى قول الحقيقة العارية وحقّ النقد، أم تبقى سلطة رابعة شامخة وريثة تاريخ تعمّد بالتضحيات وهمّها تصحيح المسار والدفاع عن السيادة والحرية اللتين لا قيامة لدولة في لبنان إلا بترسيخهما في كل المناسبات؟
أخيراً نقول: كتبنا “أهلاً بكم في جمهورية خامنئي” لأنّ هدفنا الأخير الترحيب بالجميع بعبارة “أهلاً بكم في جمهورية لبنان”.