رغم ظلمة انقطاع الكهرباء في البقاع الغربي، الا أن صالونات الفاعليات البقاعية في مركز القضاء تعج بحركة انتخابية عالية النبرة تجاه نواب فريقي السلطة، لمدى الانحدار في هاوية الإهمال الذي وصلت إليه المنطقة وانعكاس العصف الناتج من تحوّل خط محول الكهرباء لمدينة جب جنين والقرى المجاورة الى القصر الجمهوري في بعبدا، مما فتح نار انتقادات الأهالي للنواب واحزابهم بالمؤامرة على الناس.
هذه الاشكالية والتعاطي اللامسؤول أعادا خلط أوراق لعبة التحالفات الانتخابية من جديد بين مكونات السلطة وأحزابها وشخصيات تدور في فلكها، وتحميل كامل مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة الى «التيار الوطني الحر»، بأمر من «الغرفة السوداء» في القصر الجمهوري بحسب نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، للإنقضاض على أي شخصية مسيحية تأخذ موقعاً مستقلاً ووازناً.
وبعملية إلتفافية يحاول الفرزلي عزل التيار «البرتقالي» وتأديبه من خلال إعادة تعويم طرحه بتشكيل لائحة توافقية بين تيار «المستقبل» بمقعدين واحد عن السنة والثاني عن الموارنة، وبين حزب الإتحاد عن المقعد السني وحركة «أمل» عن المقعد الشيعي، وطارق الداوود عن المقعد الدرزي وإيلي الفرزلي عن المقعد الارثوذكسي هذا ما يبديه الفرزلي في مجالسه الضيقة، باعتباره أن البرتقالي «بهدل» موقع النائب المفترض أنه تشريعي من خلال ترشيحه أسماء أقل ما يمكن أن يقال عنها «خزمتجية».
في وقت يصرّ الوزير السابق حسن مراد أن حجمه بحجم تيار «المستقبل» بحسب نتائج الانتخابات السابقة وما يحق لـ»المستقبل» يحق له، على قاعدة إن أخَذ «المستقبل» اضافة الى السني مرشحاً ارثوذكسياً، اي الفرزلي، يأخذ مراد الماروني، غامزاً من تحالفه مع «الوطني الحر».
ومع الحديث عن هذه التحالفات عاد الحزب «التقدمي الاشتراكي» إلى التلويح بتشكيل لائحة تضم مرشحيه الاثنين النائب وائل أبو فاعور، والنائب السابق انطوان سعد بالتحالف مع حزب «القوات اللبنانية» وشخصيات سنية مستقلة، لم تتبلور بعد الصورة رغم ازدحام اللقاءات الانتخابية في القرى.
الا أن طرح الفرزلي لم يجد له بعد آذاناً صاغية بين جمهور «المستقبل»، ولم يبد الرئيس الحريري أي تجاوب بهذا الخصوص، محيلاً ملف التحالفات الانتخابية والانتخابات الى الرئيس السابق فؤاد السنيورة لدراسته ووضع رؤيته وفقاً لمعطيات التيار، وقالت مصادر محيطة بالسنيورة أن التحالف مع مراد أمر مستحيل لأن هكذا تحالفات تنعكس سلباً على بيئة «الأزرق»، في وقت أن الرئيس الحريري قد لا يترشح ولا يزور المناطق لتعويم التيار، اضافة الى أن جميع القوى تأثرت في التبدل بالمزاج الشعبي بعد انتفاضة 17 تشرين، عدا عن دخول حركة «سوا للبنان» المؤيدة لرجل الأعمال بهاء الحريري نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الى الوسط الشعبي البقاعي ونشاطها بشكل مكوكي دائري وقدرتها، بعد تغلغلها في الوسط السني في البقاع، على الغرف من معون تيار «المستقبل» لصالح قوى التغيير، هذا في أفضل الأحوال، فكيف اذا نسج «المستقبل» تحالفات غير مبررة مع «قوى الممانعة» حلفاء «حزب الله» وسلاحه يصبح تلقائياً جمهور «المستقبل» في حضن «سوا».
فيما تشير معلومات مقربة من «الاشتراكي» أنه حتى اللحظة يتعاطى مع الانتخابات على قاعدة أنه حليف تيار «المستقبل»، طالما قيادة التيار لم تُبلّغ قيادة «الاشتراكي» بفشل التحالف، وقال: «أما التحالف مع القوات فأمر طبيعي وحتى إن لم ترشح اسماً في الغربي هناك تبادل في الأصوات حيث لا يوجد مقعد درزي، كما في البقاع الأوسط يوجد محازبون ولا يوجد مقعد يصوتون له».
أما في المقلب المعارض فتجري مروحة اتصالات وتواصل بين نواة لائحة مجتمع مدني مع قوى ثورية في البقاع الغربي لتشكيل لائحة مكتملة، وتقول اوساط ثورية متابعة إن قوى التغيير لا تراهن على تحالف «المستقبل» ومراد، ورغم ذلك حظوظ لائحة مجتمع مدني في البقاع الغربي تختلف كلياً عن حظوظها في انتخابات 2018، وتشير الترجيحات الى انه في حال انضوى الجميع بلائحة واحدة بوجه لائحتي السلطة، قد تحصد حاصلاً ونصفاً ما يعطيها مجالاً للفوز بمقعدين بأقل تقدير.