Site icon IMLebanon

البقاع الغربيّ وراشيا: مراد «يجمع الشمل»… والقوات تبحث عن حلفاء

 

 

دائرة البقاع الغربي – راشيا قد تكون الأقل تأثراً، بين كل الدوائر ذات الثقل السني، بـ «الإحباط» الذي سبّبه عزوف الرئيس سعد الحريري. لآل مراد، الوزيرين السابقين عبد الرحيم ونجله حسن، تاريخ من الخدمات يجعل المقعد مضموناً، فيما لكل من الجماعة الإسلامية والمرشح محمد القرعاوي حيثيتهما السنية بعيداً عن تيار المستقبل. على ضفة 8 آذار، بات كل شيء شبه جاهز: لائحة مراد تجمع شمل أمل والعونيين وإيلي الفرزلي، فيما اللائحة المقابلة تتنازعها الخلافات بسبب الفيتو الذي يضعه القرعاوي على القوات اللبنانية، ما يجعل الحزب التقدمي الاشتراكي أمام خيار التخلي عن واحد من حليفَيه في الدائرة

 

لم تحسم القوى السياسيّة في البقاع الغربي وراشيا تحالفاتها بعد. اللوائح تُطبخ على نارٍ هادئة، ولو أن الطبّاخين كثر. صحيح أن سُنّة «البقاع الثانية» الذين يشكلون 65% من الناخبين الـ150 ألفاً يتأثرون باعتكاف الرئيس سعد الحريري، لكنّ «المعادلة السنية» هنا تختلف عن بقية الدوائر. فالمرشح محمد القرعاوي الذي ترشّح على لائحة الحريري عام 2018 له حيثيّته، بمعزل عن وجود تيار المستقبل أو غيابه. وللجماعة الإسلامية أيضاً قدرة تجييرية وازنة. فيما يتكئ النائب عبد الرحيم مراد على سنوات من العمل الخدماتي مكّنته من تكوين كتلة ناخبة حقّقت له فوزاً ساحقاً عام 2018 على حساب مرشح المستقبل زياد القادري، وستحمل إلى نجله الوزير السابق حسن مراد لقب نائب.

 

المرشحون الثلاثة السنّة الأوفر حظاً من أصل 13 مرشحاً (سينسحب بعضهم في الأيام المقبلة)، هم: القرعاوي ومراد وعلي أبو ياسين (الجماعة)، إذ إن كلاً منهم سيتمكن من تحصيل أصوات تفضيليّة تفوق الـ4000 كفيلة بإدخاله في المنافسة، بحسب استطلاعات الرأي التي ترجّح أن يحافظ مراد على الـ15111 صوتاً التي انتخب أصحابها والده سابقاً. فيما سيؤثر انكفاء الحريري على أصوات القرعاوي الذي حصل عام 2018، مع القادري، على 17160 صوتاً (أي أقل من 8000)، إضافة إلى إمكانية تشتّت الصوت السني بين مناصري القرعاوي والمستقبل من جهة والجماعة من جهة أخرى.

 

ما يريح مراد أكثر أنّ القرعاوي قد يتحالف مع الجماعة، ولو أن الأمر لم يُحسم بعد. ونتيجة هذا التحالف، إن حصل، هو احتدام معركة التفضيلي بين القرعاوي وأبو ياسين. فيما سيترك مراد، على الأغلب، مقعداً سنياً شاغراً على لائحته في إطار «سياسة مدّ اليد» التي اعتمدها عام 2018 حينما قام بالأمر عينه. علماً أن المعلومات تشير إلى إمكانية العودة عن هذا القرار وفقاً للأرقام التي سترد إلى الماكينة الانتخابيّة.

وإلى الصوت التفضيلي، يواجه القرعاوي محاولات القوات اللبنانية التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي. وفيما تردّد أن الرئيس فؤاد السنيورة حاول إقناع القرعاوي بعدم معارضة وجود القوات في اللائحة التي ستضمه مع مرشح التقدمي وائل أبو فاعور، إلا أن القرعاوي يؤكّد «أنني من أُقرر في هذا الموضوع»، نافياً تدخّل السنيورة. وأوضح لـ«الأخبار» أنّ هذا القرار ليس مردّه الغضب السني على القوات فحسب، وإنما يأتي «انسجاماً مع قناعاتي، والتزاماً مني بما قاله الحريري بأن الخلاف مع القوات سياسي. وبالتالي، عدم التحالف مع القوات هو من المسلّمات بالنسبة إليّ».

فيتو القرعاوي يضع حزب القوات الذي يملك نحو 4000 صوت في مأزق، خصوصاً أن أولوية الاشتراكي هي الحفاظ على تحالفه مع القرعاوي. لذلك، يجري حديث عن تسويات خلف الكواليس بين الاشتراكي والقوات تقضي بتجيير الأخير أصواته لأحد المرشحين المسيحيين على لائحة أبو فاعور: جان زرزور أو غسان سكاف، على أن تتبناه القوات إثر فوزه. وهو ما لا ينفيه الاشتراكي، معتبراً أنه حلّ على قاعدة «لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم» بحسب مفوّض الشؤون الإعلامية في التقدمي صالح حديفة، مؤكداً لـ«الأخبار» أنّ الحوار مع القوات لم ينته بعد. أما القرعاوي فيؤكد «أنني لن أنضم إلى لائحة يكون فيها مرشح قواتي فوق الطاولة أو تحتها»، ما يشير إلى أن «الاشتراكي» قد يكون أمام خيار التضحية بحليفٍ من اثنين. وهذا ما يعزّز احتمال تشكيل معراب لائحة غير مكتملة تضم عماد واكيم وداني خاطر عن المقعدين المسيحيين، فيما تفيد مصادر بأن البحث جارٍ بين القوات والوزير السابق أشرف ريفي لتسمية شخصيّة سنية أو اثنتين على اللائحة.

 

3 مرشحين سنّة هم مراد والقرعاوي ومرشح الجماعة الأوفر حظاً للوصول إلى المجلس

 

 

ما تعانيه لائحة أبو فاعور – القرعاوي واجهته أيضاً لائحة مراد التي تضم حتى اليوم إلى جانب مراد: إيلي الفرزلي وطارق الداوود وقبلان قبلان. رفض مراد وحركة أمل أن تضم اللائحة مرشحاً للتيار الوطني الحر، لما يشكله ذلك من حساسية للجمهور السني ولجمهور الحركة، مفضلين أن يكون المرشح «خفياً» باعتبار أن القوة التجييرية للعونيين لا تتعدى الـ5000 صوت. غير أن التيار رشّح شربل مارون الذي «يُعد مستفزاً وورقة محروقة في الشارع السني»، إذ إن الكثير من البقاعيين السنة يلقبونه بـ«وسيط العتمة» ويتهمونه بقطع الكهرباء عن قرى بعلول ولالا وجب جنين السنية، بعد تكليفه بمتابعة إنشاء البرج الحديدي لتشغيل خط عبد العال – جب جنين لتحسين التغذية الكهربائية في بعض المناطق البقاعية، إضافة إلى ما يتردد عن انقسامٍ بين الكادرات العونية في المنطقة حول ترشيحه. وبعدما وصلت الأمور إلى حائط مسدود تدخّل حزب الله أخيراً لتقريب وجهات النظر. وبـ«المونة» صار مارون شبه محسوم على اللائحة، وهو ما أكده مراد لـ«الأخبار»، لافتاً إلى «أنّنا لا نريد تشتيت الشارع في ظل الأوضاع الحالية، ولا نريد إلغاء أحد. جلّ ما يعنينا أن يكون البقاع الغربي نموذجاً يُعمّم على باقي المناطق».

 

 

المجتمع المدني

في المقابل، يحاول المجتمع المدني تشكيل لائحة وسط خلافات بين المجموعات المُعارضة التي تفتقد إلى اسم بارز يُمكنه «حمل» اللائحة. بحسب المعلومات، فإن الاسمَين المحسومَين حتى اليوم على لائحة ائتلاف «سهلنا والجبل» هما المرشح الدرزي بهاء دلال والسني ياسين ياسين، فيما الخلافات محتدمة حول المرشحين المسيحيين. وقد عقد الائتلاف اجتماعاً أمس لحسم اسم المرشح الشيعي بين حاتم الخشن وضياء حمود قبل أن تنسحب الأخيرة معلنةً رفضها خوض الانتخابات في لائحة تضم حزب الكتائب، بعد الحديث عن إمكانية انضمام الحزب إلى «الائتلاف».

كما تسعى حركة «مواطنون ومواطنات في دولة» إلى تشكيل لائحة غير مكتملة بعدما رفضت الانضواء في «الائتلاف» وتشكيل لائحة موحّدة، على أن تضم: ماغي مهنا، غادة غانم، فرح قاسم وأسامة أبو زيد.

 

من ملف : البقاع الغربيّ وراشيا: مراد «يجمع الشمل»… والقوات تبحث عن حلفاء