«لبنان واقع في معمعة لا مخرج لها حتى الآن»، خلاصة عاد بها سياسي لبناني من زيارته إلى إحدى عواصم القرار، حيث سمع كلاما ثابتا بأنه «سنحافظ على مظلة حماية الاستقرار، إذ لا قرار بترك لبنان لمصيره، ونحن نقول انه من المهم جدا ملء الشغور الرئاسي، ولكن نسأل كيف السبيل إلى ذلك؟ إذ يبدو أن الامور ماشية عندكم، ولو كان هناك قدرة وإرادة داخلية على ملء هذا الشغور لما تأخّر الخارج عن المساعدة».
إذاً متى يتدخل الخارج للمساعدة؟ يجيب السياسي نفسه «عندما يشعر أن الاستقرار سيهتز، فإذا كان مصير ملف بعينه ليس واضحاً، فهذا لا يعني أن كل الوضع اللبناني ليس واضحاً إنما هناك ربط لا إرادي بالوضع السوري فرضته التطورات الميدانية التي هي خارج مشيئة اللبنانيين».
والكلام الاهم الذي سمعه السياسي من مسؤولين كبار في إحدى عواصم القرار يتدرّج في الاحتمالات التي على الفرقاء اللبنانيين والمراجع السياسية والروحية أن يبنوا تقديراتهم وحساباتهم على أساسها، وهي تختلف باختلاف تطور الأحداث السورية ووجهة التسوية.
ويوضح المصدر ان ذلك يعني أن «الكل ينتظر الكل». وإذا كان الخيار هو انتظار تطور الوضع السوري والعلاقة بين ايران والغرب، استنادا الى ما ستؤول اليه المفاوضات حول الملف النووي ومرفقاته لجهة رفع العقوبات وإعادة الاموال المجمدة والحصة الغربية في الاستثمارات الضخمة التي سيوفرها أي اتفاق مع ايران، وبالتالي الانعكاس الحتمي على العلاقة بين ايران والسعودية، فهذا «يعني أن المكون المسيحي في لبنان سينتظر سنتين على أقل تقدير. أما إذا كان المسيحيون يخشون الانتظار الطويل وأرادوا حلاً للشغور الرئاسي، فلا حل إلا برئيس توافقي بامكان المسيحيين فرضه حتى الآن، بحيث يخرج كل الفرقاء على الساحة المسيحية، وليس وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب انما وفق معادلة كلنا رابحون».
ومن يستمع الى التقييم الغربي لمسار الاستحقاق الرئاسي يكتشف، حسب المصدر، «انهم ملمون بأدق التفاصيل استنادا إلى الأمانة المطلقة في ما يدونه سفراؤهم المعتمدون لدى لبنان، والذين يوردون في التقارير التي يرفعونها بعد لقائهم أي مسؤول أو شخصية لبنانية تفاصيل قد تعتبر غير مهمة، إلا أنها في قراءتهم يبنى عليها في تقدير الموقف».
أما أبرز الخلاصات التي سمعها المصدر والتي أوردها مسؤول غربي من باب النصيحة للقيادات اللبنانية، وتحديداً في قوى «8 آذار»، فتشير إلى أن «نظرية أن الكل سيتعب في النهاية ويقبل بميشال عون رئيسا للجمهورية، هي نظرية مبنية على رهان خطير، لانه من قال انهم سيتعبون؟». ويضيف: «لقد ثبت مع اقتراب عام على الشغور الرئاسي ان هناك من يرتاح الى الإدارة الراهنة لصيغة الحكم.. لا بل يحبذها».