IMLebanon

نصائح غربية للرياض: تساهمون بتقوية «حزب الله»

بعدما تم استيعاب الصدمة المعنوية لوقف هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية، نشطت الديبلوماسية الشقيقة والصديقة لوقف الاندفاعة السعودية في إجراءاتها ضد لبنان، لمنع تطور الامور نحو الأسوأ، ويبدو أنها نجحت الى حد ما في إقناع السعودية بالتمييز بين معاقبة لبنان ومعاقبة «حزب الله».

وترى جهة سياسية فاعلة ان «الخطر الدائم على لبنان هو الإرهاب واسرائيل. واذا كانت الأخيرة ليست في وارد الدخول بمغامرة في لبنان ما دامت تغذي الحرب في سوريا، إلا أن خطر الإرهاب دائم وقائم ويستفيد من أي توتر ذي طابع مذهبي لينشط بقوة، علما أن أمن الداخل ممسوك الى حد ما».

لذلك، ترى الجهة نفسها «ان هناك أسبابا سعودية اخرى دفعتها الى اتخاذ مواقف دراماتيكية تجاه لبنان لم تعلن بعد، في حين ان موقف وزير الخارجية جبران باسيل هو النقطة التي أفاضت الكأس الممتلئة. فالسعودية تشعر وتلمس تراجع دورها وتأثيرها في لبنان».

ما يجدر التوقف عنده، ان رفض السعودية لـ«حزب الله» يفترض منع «تيار المستقبل» من الجلوس معه الى طاولة الحوار الثنائي في عين التينة، وما دام ذلك لم يحصل، فذلك يعني أنهم مدركون لحساسية الوضع ودقة المرحلة، خصوصا ان كل ما سمعه السعوديون من مسؤولين غربيين خلص الى نتيجة أن «الإجراءات السعودية تجاه لبنان وما يحصل الآن على مستوى العلاقة بين البلدين وأي إجراءات اخرى، ستؤدي الى تقوية حزب الله أكثر مما هو قوي».

وتكشف المصادر عن نصائح تلقاها لبنان «بضرورة التوقف عن شتم السعودية وإهانة العائلة الحاكمة، وشطب شعار الموت لآل سعود من التداول نهائيا.. لان ليس من مصلحة لبنان إثارة هذه المسائل». كما ان ما حصل يبعد أكثر وأكثر إمكانية إتمام الاستحقاق الرئاسي، رغم جرعة التفاؤل التي تعمّد الرئيس نبيه بري بثها وهو المعروف بالتفاؤل في خضم الأزمات».

وتتناول المصادر موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي دعا «حزب الله» الى الضغط على حلفائه لانتخاب العماد ميشال عون، وتقول «ان حزب الله لا ينتظر نصيحة جعجع المسمومة، لأنه يواظب على التشاور والتواصل واللقاء مع حلفائه ويعتمد أسلوب الحوار والإقناع وبهدوء، على قاعدة انه يضمن حقوق حلفائه لجهة مصالحهم السياسية من دون النظر الى حقوقه التي غالبا ما يضحي بها لمصلحة الحلفاء، لأنه منكب على متابعة البعد القومي والأمني الاستراتيجي». عندما يحين أوان الرئاسة وتبدأ عملية التفاوض الجدي حول توجهات العهد الجديد، «فإن أحدا من حلفاء حزب الله لن يكون حجر عثرة في مسار التسوية التي تحفظ الإنجازات والانتصارات، واول من سيكون الى جانب الحزب هو الرئيس نبيه بري الشريك في وضع استراتيجية المقاومة، من مواجهة اسرائيل الى صياغة التسوية حول الرئاسة، وطبيعة الدرس الاستراتيجي وظروفه هو الذي يحدد مسار التصويت في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد».