بري – جنبلاط : الجرّة لن تنكسر… توافق على كيفيّة اخراج التكليف والتسمية –
توالت الإتصالات التي ستسبق التكليف، وعلم أن زيارة رئيس «اللقاء الديمقراطي»، النائب تيمور جنبلاط الى عين التينة برفقة الوزير السابق غازي العريضي، هدفها استيضاح الموقف من مسار التكليف، إضافة الى عرض الموضوع الأهم، والمتمثّل برفع الحصانة عن النواب المدّعى عليهم بانفجار المرفأ، في ظل ما اعترى من فتور بين الطرفين إثر وقوف نواب «اللقاء الديمقراطي»الى جانب نواب «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية»، الذين دعوا إلى رفع الحصانات عن النواب المدّعى عليهم من قبل القاضي طارق بيطار، وعلى هذه الخلفية، فإن وليد جنبلاط لا يريد أن تنكسر «الجرّة» مع نبيه بري، الذي لم يخفِ انزعاجه أمام الذين التقوه من الموقف الجنبلاطي، الذي ساير عون، ومن ثم لم يماش حليفه التاريخي بري، الذي غالباً ما يفهم عليه، ويقدّر ظروفه السياسية في محطات كثيرة، إلا أن مسألة رفع الحصانات تطاول أبرز المقرّبين منه، في وقت أن رئيس المجلس كان الى جانب جنبلاط داعماً أحد الذين تم الإدعاء عليهم ، وهو يعتبر من أبرز المقرّبين أيضاً من جنبلاط، ما يترك تساؤلات حول كيفية الإخراج لهذه المسألة العالقة بين الطرفين.
أما في موضوع تأليف الحكومة العتيدة، فقد علم أن هناك توافقاً «إشتراكياً» مع بري على كيفية إخراج التكليف والتسمية، باعتبار أن كلا الطرفين مع ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة قبل الإنفجار الكبير، وحيث الأمور لم تعد تحتمل هذه المراوحة، ولكن، وفق المعلومات المؤكدة، فإن إسم الرئيس المكلّف بات على قاب قوسين من تسميته والسير به، كما كانت الحال مع الذين سبقوه، إنما هناك بعض العقبات أو الشروط، وبمعنى آخر، ربما يصار الى إعادة اختيار شخصية غير المطروحة اليوم، أي أن الإسم لن تتوضح معالمه إلا عشية الإستشارات النيابية، وبعدما تكون الإتصالات والمشاورات الجارية اليوم قد تبلورت، وعلى هذه الخلفية، كانت بعض اللقاءات والزيارات لموفدين من هذه الكتلة الى تلك، وقد يصار في الساعات المقبلة الى توضيح الأمور، وحيث يربط بعض النواب المستقيلين المشاورات التي تجري بالقلق والخوف من حصول انقسام سياسي، أو عدم تأمين الميثاقية المطلوبة للتكليف، وعندئذٍ يحدث انشقاق سياسي وطائفي ومذهبي، وهذا ما يعيد خلط الأوراق ويدخل البلد في نفق مظلم، لا سيما وأن الأمور اليوم هي في غاية الخطورة وتنذر بالإنهيار الشامل في حال لم يتم تشكيل الحكومة في وقت قريب.
ويبقى أخيراً، وحيال هذه الحركة السياسية الجارية على قدم وساق، فإن المعلومات، تشير الى أن بعض السفراء الغربيين دخلوا على خط المشاورات في الساعات الماضية، وشدّدوا على رؤساء الكتل النيابية بضرورة حسم خياراتهم وعدم تأجيل موعد الإستشارات، وإلا هناك ضغوطات كبيرة ستليها عقوبات على كل من يعرقل مسار التكليف ولاحقاً التأليف، لأن أجواءهم ومعطياتهم تشير بانفجار قريب قد يُقحم لبنان في حروب وفوضى لا يمكن وقفها، وعلى هذا الأساس، فإن التكليف ومن ثم التأليف، قد يؤدي الى التخفيف من وطأة الأزمة، وإلا لن تقدم أي دولة بعد اليوم على تقديم أي مبادرة أو صيغة للحل، بعدما تمّت عرقلة المبادرة الفرنسية ومبادرة بري، والأمر عينه لعدم الإستجابة مع ما حمله الموفدون الدوليون من اقتراحات وحلول للأزمة اللبنانية.
لذلك، فالساعات المقبلة ستكون في غاية الأهمية، والمسألة باتت تنحصر في ضمانات التأليف والصلاحيات الإستثنائية للرئيس المكلّف وليس في التكليف، الذي أضحى في لمساته الأخيرة، بمعنى أن التسمية وتعميمها والتي أضحت محصورة بين شخصيتين سنّيتين.