IMLebanon

سفراء غربيون يلغون جولاتهم في المناطق ويفرملون مشاريع

 

يعيش لبنان والمنطقة اليوم حالة قلق ومخاوف وهواجس من حصول حرب إقليمية ـ دولية لن يكون لبنان بمنأى عنها، وهذا الأمر بدأ يتسرّب للمسؤولين اللبنانيين من خلال التقارير الديبلوماسية عبر بعض سفراء الدول الكبرى الذين لا يخفون قلقهم من دقة الوضع، وبالتالي، اندلاع حرب في المنطقة قد تصل شظاياها إلى لبنان، وتحديداً على الحدود اللبنانية ـ السورية، وفي عمق البقاع.

هذه الأجواء تشير إليها مصادر سياسية مواكبة للتطورات الراهنة، وتعزو أجواء الإحتقان الإقليمي واحتدام الخطاب التصعيدي، إلى جملة معطيات ومعلومات، إذ بداية لا بد من التوقف أولاً أمام التغييرات التي حصلت في الإدارة الأميركية من خلال إبعاد وزير الخارجية ريكس تيليرسون، وتعيين مدير الإستخبارات الأميركية مكانه، ومن ثم تعيين المتشدّد تجاه سوريا وإيران و«حزب الله» مستشاراً للأمن القومي، كذلك إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إلغاء الإتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وصولاً إلى اتهام النظام السوري باستعمال السلاح الكيماوي، مما يذكّر بما جرى مع العراق في هذا السياق.

وبالتالي، تكشف المصادر نفسها، عن توجّهات أميركية إلى فرملة بعض التحالفات في المنطقة أو عودة النظام السوري إلى التقاط أنفاسه، إذ كانت هناك أجواء عن تقارب أردني ـ سوري، ومصري ـ سوري، تالياً فإن الإدارة الأميركية، ووفق ما يكشفه بعض الديبلوماسيين، حدّت من حركة سفرائها في المنطقة، ولا سيما في لبنان، ومردّ ذلك إلى الأوضاع الأمنية، ومن ثم إلغاء الجولات التي كان يقوم بها السفراء الغربيون المعتمدون في لبنان على بعض المناطق اللبنانية، إضافة إلى فرملة مشاريع كانت موضع التنفيذ في بعض المدن والبلدات اللبنانية. كذلك، لوحظ، ومن خلال المتابعة لمؤتمري روما وباريس، أن واشنطن لم يكن لديها الدعم المطلوب، ما ظهر بوضوح من خلال مؤتمر روما المخصّص لتسليح القوى الأمنية اللبنانية، في حين كانت هناك وعود عن إمداد الجيش اللبناني بأسلحة متطوّرة ونوعية.

وفي سياق متصل، ومن الأمور التي تؤشّر إلى ربط ما يجري من تصعيد ميداني بما سبقه من خطوات سياسية وديبلوماسية إقليمية وعربية، فذلك يظهر من خلال جولات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى كل من مصر وبريطانيا، كما إلى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، ولذلك مؤشرات واضحة تدل على ما يتم تحضيره للمنطقة من سيناريوهات عسكرية.

من هذا المنطلق، فهذه العناوين الآنفة الذكر، تصب في خانة ما يعدّ من خطط وسيناريوهات قد تؤدي إلى عمليات عسكرية واسعة النطاق وفق الأجواء الراهنة، وما الضربة العسكرية لمطار «تيفور» في حمص، والتي حصلت من الأراضي اللبنانية، إلا دليل على أن ما حصل ليس ضربة عابرة كما كان يحدث في المرات الماضية، والدلالة الأسلحة النوعية التي استعملت في هذه الضربة باعتبارها مؤشّراً لعمل كبير أرفق بمواقف سياسية تصعيدية من الإدارة الأميركية ربطاً بمواقف أوروبية وباستعدادات روسية.

أما لبنانياً، فإن المعلومات نفسها، تشير إلى اتصالات حصلت بين المسؤولين اللبنانيين وسفراء غربيين معتمدين في لبنان للإطلاع على ما يحصل ومحاولة تحييد لبنان عن هذه الصراعات، وإنما ذلك يبقي كل الإحتمالات واردة في خضم ما يجري من تصعيد غير مسبوق قد يكـون الأول منذ سنوات طويلة، في ظل الحديث عن عدم إمكـانية الولايات المتحدة من التراجع عن القرار المتخذ كما يبدو.