IMLebanon

مصالح غربــيّة وإقليميّة تـنـأى بلــبـــنان

مصالح غربــيّة وإقليميّة تـنـأى بلــبـــنان

عن تــداعيات الـــنــار المشتعلة في الخــلــيـــج

 

ترتدي التطوّرات الإقليمية المتسارعة في منطقة الخليج العربي، طابعاً بالغ الخطورة، لا سيما بعد عملية إسقاط الطائرة الأميركية من دون طيار فوق مياه الخليج، في الوقت الذي لا تزال فيه الأوساط المحلية والإقليمية تنتظر ردّة الفعل الأميركية على هذا العمل، خصوصاً وأن الموقف المعلن من الرئيس دونالد ترامب بعدم وجود أية نية لخوض الحرب مع إيران، ترك العديد من علامات الإستفهام، كما يقول مصدر ديبلوماسي لبناني واسع الإطلاع، ذلك أنه اعتبر أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى إعداد الأجواء في المنطقة من أجل المؤتمر الذي دعت إليه في البحرين، والذي اعتذر لبنان عن المشاركة فيه.

 

ووفق المصدر نفسه، فإن الرسالة الإيرانية التي استبقت انعقاد هذا المؤتمر، والتي أخذت أكثر من صورة في المرحلة الماضية، لا تشجّع العديد من الأطراف الإقليمية على المشاركة في مؤتمر «رعاية الإستثمار» في المناطق الفلسطينية، وبالتالي، فإن التخفيف من وطأة «صفقة القرن» من خلال التركيز على الجانب الإقتصادي فيها، لا يمهّد لأيّ خطوات تصبّ في سياق الخطط الأميركية التي تضع هذه الصفقة محوراً لأي مقاربة سياسية أو إقتصادية أو أمنية في كل عواصم المنطقة.

 

وفي هذا الإطار، فإن ما بعد مؤتمر البحرين لن يكون كما قبله، بحسب المصدر نفسه، في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة على أكثر من جبهة في المنطقة، لا سيما العراقية واليمنية، ذلك أن ردّات الفعل الأميركية المحدودة على ما حصل من أحداث في الآونة الأخيرة، تشي بأن الولايات المتحدة تسعى إلى حصر «التصعيد» بالجانب الإقتصادي المتعلّق بالنفط وحماية الناقلات عبر مضيق هرمز، وذلك من دون الذهاب إلى تأجيج الوضع الحالي من خلال الردّ بأسلوب أمني على أي حادث أمني مثل إسقاط الطائرة الأميركية من دون طيار.

 

وبالتالي، فإن أجواء التصعيد التي نتجت عن انسداد كل قنوات الإتصال وفشل الوساطة اليابانية بين واشنطن وطهران، والتي تبعها إرسال 1000 جندي أميركي إلى الخليج، تعكس تحدّياً واضحاً من قبل الرئيس ترامب، على الرغم من المواقف التي تستبعد نشوب الحرب بين أميركا وإيران. ولذا، وعلى الرغم من أن عملية رسم حدود للمواجهة الراهنة بين واشنطن وطهران تتم بشكل غير مباشر من خلال إبقاء التوتّر في إطار تصعيد العقوبات المفروضة على إيران، فإن هذا لن يحول دون أن تقود الحوادث المتفرّقة بين الطرفين إلى تسجيل عمليات أمنية تبقى مضبوطة من حيث الحجم، وترتدي طابع الردّ على انسداد قنوات التواصل، وذلك في ضوء إصرار أكثر من جهة أوروبية وعربية على وضع حدّ لهذا التوتّر الذي يهدّد، في حال استمراره، أمن المنطقة الشرق أوسطية بأكملها.

 

وكشف المصدر الديبلوماسي اللبناني الواسع الإطلاع، أن لبنان المنشغل في خلافاته الداخلية، ما زال بعيداً عن التأثّر بما يجري في المنطقة، حيث أن استمرار الحراك الديبلوماسي الأميركي والروسي الكثيف في بيروت، يشير إلى أن التداعيات التي قد تُسجّل نتيجة التوتر الحاصل في المنطقة لن تطال الساحة اللبنانية، كون التوافق ما زال موجوداً على تحييده نتيجة التقاء مصالح عواصم القرار الدولية، كما الإقليمية.