يقول احد المسؤولين البارزين في مجالسه، انه تلقى سلسلة اتصالات من الخارج من مسؤولين غربيين وعرب ولا سيما من الخليجيين وايضا من رجال اعمال ومغتربين لبنانيين، تصب في خانة الاستفسار حول ما يجري في لبنان والسؤال المركزي كان هل البلد يتجه الى حرب جديدة؟ او ذاهب الى التظاهر والفوضى والشارع؟ ويشير هذا المسؤول خلال لقاءات جمعته مع اصدقاء وبعض الاعلاميين، الى انه وجراء هذا التصعيد السياسي الحاصل اليوم والتهويل والتهديد، اؤكد لكم وبفعل ما استنتجته من خلال هذه الاستفسارات والاتصالات، بان البلد خسر الكثير بمعنى من يريد ان يقوم باستثمارات او مشاريع معينة او حتى يفكر في زيارته «فرمل» كل شيء، اذ انظروا فقط الى نشرات الاخبار والمواقف والتصاريح والتهويل والتصعيد فهذا بحد ذاته يخيف من هم بالخارج والذين يفكرون بالقدوم الى لبنان حتى انه، والكلام للمسؤول عينه، اتصل به احد كبار الاعلاميين في دولة اوروبية قائلا له: ان وسائل اعلام اميركية واوروبية وزملاء له يدرسون خلال الايام القليلة المقبلة امكانية التوجه الى لبنان لتغطية احداث مرتقبة. وعندما سألته هل تملك معلومات في هذا الاطار اجابني: سمعت ذلك من اكثر من مصدر وممن يتابعون الاوضاع عندكم، وانتهى الحوار عند هذا الحد وهذا امر مخيف لان تداعياته سلبية، ان كان هناك اجواء عن احداث ستقع او مجرد تكهنات مبنية على خلفية التصعيد السياسي على الساحة المحلية مرفقا بالدعوات للنزول الى الشارع وسوى ذلك من التجييش الشعبوي باتجاه الفوضى والشارع، ما يعني ان البلد على كف عفريت والموسم الصيفي ولو ميتا والامل بحركة سياحية واقتصادية بعد عيد الفطر بات «كأمل ابليس في الجنة».
وعلى خط مواز يقول نائب بارز في قوى الرابع عشر من آذار، انه خلال غداء مع اصدقاء لبنانيين وسفير اوروبي قال لنا السفير المذكور ان لبنان يحرم نفسه من نعمة المساعدات المقررة له من دول مانحة ومعلوماته ان بعضها الغي وحوّل نحو دول اخرى نظراً لفرملة عمل مجلس الوزراء والمؤسسات والخلافات السياسية وبرأيه الامور متجهة نحو الاسوأ لأن التجارب تتكرر مع المسؤولين اللبنانيين بشكل يفقد الثقة. هذا ليس لصالح بلد بامكانه ان يلعب دوراً متقدماً، وفي هذه المرحلة بالذات، فالسياحة في خبر كان من مصر الى تونس وسوريا، ولو استفاد بلدكم من ذلك لكنتم جنيتم اكثر من البترول، فدبي لا تعتمد على النفط بل على السياحة والخدمات وحكمة مسؤوليها لا اكثر ولا اقل، مبدياً مخاوفه من أي اضطرابات امنية قد تحصل في بعض المناطق اللبنانية ربطا بنتائج التطورات الميدانية في سوريا. وهذا ليس برأيه قراءة واستنتاجات وانما واقع ومعلومات واجواء عن أيام صعبة في هذه المرحلة. وهذا ما نقلناه لمعظم المسؤولين في بعض القوى السياسية والاحزاب وبصراحة لم نلمس ذاك الاندفاع الوطني والحس بالمسؤولية لتحصين الساحة اللبنانية لمواجهة التطورات المقبلة. ولذا يعتقد ان الامور مفتوحة على شتى الاحتمالات ولم يعد بوسع اي دولة ان تبدي حماسة لمساعدة اللبنانيين كما كانت الحال في الماضي فالاوضاع تبدلت بشكل لافت وعلى كل المستويات.