IMLebanon

ديبلوماسي غربي: انسوا الرئاسة

مع تكرار جلسات انتخاب الرئيس التي تبدو كقصة إبريق الزيت، بحيث لم تعد هذه الجلسات تشكل أي حدث لان اللبنانيين سئموا منها، وهم لا يعيرونها أي اهتمام لانها تتكرر كسابقاتها من دون أي امل. وفي هذا الاطار ينقل مستشار احد السياسيين البارزين خلال حديثه لـ«الديار» عن دبلوماسي غربي إلتقاه قبل ايام، بأن مشهد جلسة إنتخاب الرئيس منذ 25 ايار 2014  اعطت نظرة تشاؤمية، لان لبنان دخل المصير الاسود المرشح للتفاقم اكثر لان الحوار الماراتوني الاخير فشل كالعادة، وبالتالي لم يتحرّك المسؤولون والسياسيون المعنيون لوضع حلول للاستحقاقات الهامة، وخصوصاً الملف الرئاسي الذي يراوح مكانه .

 ويتابع المستشار نقلاً عن الدبلوماسي: «لا شك ان لبنان مثقل بالهموم والمصاعب خصوصاً بعد طغيان الجو المتشنج على الساحة اللبنانية، ما يعني غياب اي بارقة أمل تبشّر بإمكان وجود اشارات ايجابية تسمح بحصول توافق لبناني عام، اذ بات يرى الجمهورية في خطر كبير ولا مَن يسأل، وهنالك خوف كبير من بقاء لبنان ضمن هذه الصورة المرفوضة الى حين حل نزاعات الغير، وانتظار وفاقهم السياسي على حساب لبنان، ما يرّجح إمكانية الوصول يوماً ما الى نسيان الموقع الرئاسي، الذي يبدو ضبابياً منذ حصول الفراغ، لذا إنسوا الرئاسة حالياً…!

الى ذلك يرى المصدر المذكور وجود فريق يعمل على تنظيم هذا الفراغ، وإيجاد بدائل للتأقلم مع الواقع الجديد الذي بات يشكل خطراً على البلد ووحدته، وعلى مسار الحياة الديمقراطية فيه، لان غياب رئيس الجمهورية عطّل الحياة التشريعية وإقرار قانون الانتخاب واجراء الانتخابات النيابية، واليوم يسير تعطيل مجلس الوزراء على هذا الدرب الوعر، وكل هذا يعني حالة ضياع دستوري وقانوني.

واشار الى ان اغلبية السياسيين ينتظرون الحل من الخارج كما جرت العادة، وأن يكون لبنان على الاجندة السعودية – الايرانية، وأن تشمله الخطة الاقليمية التي ستتيح إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني، فيما بتنا نحلم بلبننة هذا الاستحقاق ولو لمرة وإن بدا ذلك صعباً، لانه آن الاوان كي ننتهي من الوصايات الخارجية، ونشعر بأن قلة من مبادئ السيادة قد تحققت، من خلال التشاور اللبناني- اللبناني  كي لا نستورد رئيساً صُنع في الخارج، أي من خلال اتفاق الافرقاء الاقليمييّن والدولييّن على إيصاله الى قصر بعبدا.

ورأى المصدر بأن لبنان يعيش تناقضاً بين مجموعة حوارات مضادة لن تصل الى أي حل، وهي تنتظر ضمناً كلمة السرّ الخارجية في كل الامور تقريباً، ولذا باتت الرئاسة بعيدة جداً، في حين ان ما يُحكى عن دور كبير لبعض الدول الفاعلة هو كلام غير دقيق، لان لبنان غير موجود في هذه المرحلة على الاجندة الدولية، وقد يتأخر تحقيق ذلك لوقت طويل الامد، والدليل على ذلك فشل زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الى لبنان ودعوته السياسييّن اللبنانيين الى التعالي عن الانانيات وقوله لهم: «لا تنتظروا نهاية الازمة السورية لإنتخاب رئيسكم لانها تبدو طويلة ابعد مما تتصورون…».

وختم بحسب ما قال له الدبلوماسي «بأن الرئيس المرتقب لن يكون لا من 8 ولا من 14 آذار، أي ليس من الاسماء المطروحة، لان المطلوب اليوم الرئيس التوافقي الذي يرضى عنه الجميع، خصوصاً ان لبنان إعتاد على ذلك، فلا رئيس للتحدّي او للاستفزاز، لان العواقب ستكون وخيمة في حال وصل مَن يملك هذه الصفات».