IMLebanon

ديبلوماسي غربي : لا رئاسة بدون رأس ولا رئيس بأرجل من طين

عشرون جلسة والنصاب مصاب باعطاب التعطيل والتأجيل بحيث اضحى الشغور الرئاسي محطة تعكس الشعور الجمعي للبنانيين من ان الكرسي الاولى لن تملأ الا وفق موازين قوى اقليمية تظلل الساحة اللبنانية بتجلياتها وتعيد ترتيب السلطة المنتفخ منها والضامر، السمين والنحيل، الفرعي والاصيل، وفق تلك التوازنات التي على ما يبدو تقول مصادر في 8 آذار تشهد اندفاعة ملحوظة لمحور المقاومة والممانعة على كل الجهات والمحاور المتصلة بعد ان اسقط حزب الله على لسان امينه العام السيد حسن نصر الله كل العارضات الفاصلة والعازلة على طول مساحة الصراع مع العدو الصهيوني ونظيره التكفيري. فالتحول العملياتي النوعي في العراق ظاهر وجلي ومرحلة استعادة المدن العراقية والتلاحم العشائري السني والشيعي في مواجهة «داعش» بدل الكثير من ملامح المعركة واعطاها بعدها الحقيقي، وفي اليمن تمدد حوثي وصل الى المنافذ البحرية الاستراتيجية وبات يعيق الضغوط الخليجية لا سيما في العراق. اما في سوريا فإن الضغط العسكري للجيش العربي السوري والقوى الحليفة في الجنوب والشمال السوري خلق اوراق قوة في يد النظام السوري وحلفائه اذا ما رميت على اوراق التفاوض في مختلف الاتجاهات وفي اي من الملفات سيكون لها ثقلها في ترجيح شروط هذا المحور ونصيبه من الارباح السياسية والمعنوية بحسب المصادر. اما رحلة الحاج الاوروبية الى العاصمة دمشق فيبدو انها ستتسع وتتطور لقناعة اوروبية ان كل «المواليد» من الوية وقوى عسكرية، وجماعات مسلحة تم احتضانها وتربيتها ورعايتها وتسليحها تحت عنوان «معارضة» و«ثورة» وبعضها المسمى زورا معتدلة ليس سوى مجاميع ارهابية تتوسل القتل والترويع وهي ادوات فناء وافناء ذاتي في العسير لا بل المستحيل ان تكون في مرحلة لاحقة مشروع دولة طالما ان المشروع الاوروبي والاميركي في المنطقة تحديث وتطوير الشعوب والاخذ بيدها الى جنة الديموقراطية والاصعب والاخطر ان هذه المخلوقات بدأت تأكل اصحابها وترتد خطرا محدقا بمصالح الاوروبيين وشعوبهم.

في هذا الاطار رأى مصدر ديبلوماسي غربي متابع لحركة الاحداث الامنية والسياسية على الساحة اللبنانية ان وجهة نظر الغرب بدأت تتبلور يوما بعد يوم وتتمحور حول فكرة رئيس ماروني قوي يحظى بتمثيل شعبي واسع وصاحب غربة سياسية لان رئيس «تقطيع الوقت» في هذا الظرف الحرج يبدو غيرمناسب ومن غير المنطقي اللعب بورقة خاسرة…

يتابع المصدر: كل الاحداث المحيطة بلبنان وتوزع القوى السياسية المحلية والتحالفات القائمة وعدم القدرة على اسقاطه الرئيس الاسد والتحولات الميدانية سواء في العراق او في سوريا كما الهزات الامنية في مصر واستهداف الجيش المصري والوحدة الوطنية المصرية وبداية بروز وعي عربي شارعي ومؤسسي لمواجهة «داعش» واخواته، كل ذلك يجعل ميزان القوة السياسية والمعنوية يميل لصالح العماد ميشال العون خاصة ان اسرائيل سواء عبر حراك نتانياهو في واشنطن او الخليج من خلال الضغط في الساحات العربية دعما وتمويلا للمسلحين لم يدفع باراك اوباما الى تعديل موقفه من الحوار مع الايرانيين الذي يرى فيه مصلحة اميركية – استراتيجية، ومهما ظهر من مواقف او تيابنات بين الحزبين الاميركيين الا ان سقفا استراتيجيا لا يستطيع احد تجاوزه اذا ما كان سقفا يحمي المصالح العليا للولايات المتحدة.

ويقول المصدر: لم يعد لدى الاوروبيين والاميركيين الرغبة في الحؤول دون وصول العماد ميشال عون الى الرئاسة الاولى في لبنان، اولاً لأن في يد الرجل ورقة سياسية صالحة لمواجهة العالم، فالوجدان المسيحي لم يعد يعيب على العماد ميشال عون تحالفه مع حزب الله والمقاومة والذي كان لدوائر الغرب واسرائيل واميركا الدور في شيطنة هذه العلاقة وتكفيرها (مسيحيا) في لبنان والخارج سواء في صفوف اخصامه في لبنان او على مستوى مسيحيي الاقليم من العراق الى فلسطين ولبنان وسوريا ومعهم اقباط مصر، باتوا ينظرون للرجل على انه قائد مسيحي مشرقي في حين ان الكنيسة الكاثوليكية في العالم تمحضه الثقة وتواجه عنه سياسات اوروبا في المشرق العربي والتي ادت الى قتل المسيحيين وتهجيرهم.

ويتابع المصدر: مساكين مسيحيو 14 آذار لا يلوون على شيء، يقفون في الجانب الصحيح من وجهة نظرهم وهذا امر جيد نظرا لأن تحالفهم مع آل الحريري هو حلف مع الاعتدال السني، لكن المسألة اكبر من ذلك لأن الذي يرعى هذا الخيار يشار اليه بالبنان انه يرعى ويساعد ويمول الجماعات المسلحة ويتماهى مع مشروع «اخونة المنطقة» وتعميم «الفكر الوهابي» والكل يعلم ما اصاب المسيحيين في المشرق العربي من هذا النهج والتفكير الديني وبالتالي هم في اقصى درجات الحرج ويشعرون في قرارة نفوسهم بحقيقة ما قاله غبطة البطريرك الراعي من انه «لولا تواجد حزب الله في سوريا لكان الارهاب بيننا».

ويتابع المصدر: ميشال عون اولوية رئاسية ومصلحة مسيحية عليا ويصعب تجاوز الرجل في ظل موازين القوى الحالية وقربه من بعبدا ليس تكهنات انما حقيقة ومن يتابع ويسمع قعقعة السلاح في العراق وسوريا وصخب المدافع وسلة المنافع بين ايران وواشنطن يدرك ان الرجل بات قاب قوسين او ادنى من اعتلاء كرسي الرئاسة، وخلاف ذلك لا جمهورية برأس مبتور وارجل من طين والاحتياط الاستراتيجي هو سليمان فرنجية في حال طرأت ظروف خارقة وغير متوقعة. لماذا ميشال عون؟ انتظروا الميدان من آلان حتى اواسط نيسان؟