IMLebanon

قراءة ديبلوماسية غربية لمستقبل لبنان: تغيير شامل للنظام

باللغة البسيطة الواضحة التي لا لبس فيها لبنان قادم على فترة من الهدوء والاستقرار، هذا الكلام المطمئن قالته اوساط ديبلوماسية فاعلة فكانت وقائعه مفاجئة للبنانيين الحاضرين، خصوصاً ان لبنان يعيش على صفيح ساخن بعد الحشود الارهابية التي طوقته من الجهة الشرقية حيث لا يزال الخطر محدقاً في جرود عرسال المدينة التي افلتت من ايدي اهلها وتحولت الى قاعدة ارهابية تسيرها المخيمات المنتشرة في داخلها وحولها. لكن الاجواء التي اوردتها المصادر الديبلوماسية الغربية ازالت العديد من الهواجس لناحية المستقبل اضافة الى ان تتمة الحديث الغربي جاء متكاملاً يرسم في طياته المشاريع المتوقعة لسائر الكيانات انطلاقاً من لبنان حيث كثرت الاحاديث عن الفيدرالية من دون ان تثير اية ردة فعل معارضة، فالحديث عنها بات على كل شفة ولسان كما ان الرعب الذي انتشر سابقاً عن المؤتمر التأسيسي لم يعد موجوداً كما ان المثالثة باتت عملية حسابية في اذهان البعض، فماذا عن التفاصيل التي اوردتها المصادر اليبلوماسية وهي في معظمها تتعلق بلبنان الجديد ونظام الحكم فيه.

المصادر الديبلوماسية تتوسع في رسم المشهد المنتظر للمنطقة ولكن الوقائع اللبنانية كانت محور النقاشات بين الحاضرين، تغيير شامل للنظام في لبنان على قاعدة دستور جديد يحاكي التغييرات الراديكالية في دول الجوار اضافة الى التبديلات الجذرية على الساحة اللبنانية. وتضيف المصادر ان معظم القوى السياسية باتت على قناعة بضرورة التغيير واي كلام آخر يندرج تحت خانة المكابرة، خصوصاً ان المؤتمر التأسيسي الذي يخافه الجميع سوف يلامس المحظور التاريخي من الفيدرالية او اللامركزية الموسعة وان الديموغرافية المعمول بها حالياً لن تكون صالحة في التوزيع لمقدرات السلطة بل تسمية الولاية هي الغالبة على التقسيمات الادارية حيث تحافظ على خصوصيات كل مذهب بحيث ان الدروز مثلاً لن يكونوا الطائفة الاقلية التي تعيش على الفتات على موائد الآخرين. والمسيحيون لن ينتظروا من بعدها الحصول على النصف من شركائهم في الوطن بل ان نظام الولاية سيؤمن لهم هذه الحقوق كاملة، كما ان اهل السنة والشيعة سيجدون في النظام الجديد حلاً لحروبهم المذهبية خصوصاً اذا حافظت كل طائفة على خصوصياتها في مجالها الجغرافي.

وتوضح الاوساط الديبلوماسية الغربية امام الحاضرين اللبنانيين بان هذه الصيغة قابلة للتحقيق وللحياة لأن المنطقة كلها ستتحول الى ولايات بدءاً من سوريا وصولاً الى اليمن مروراً بالعراق وليبيا.

وعن كيفية التطبيق؟ سؤال تجيب عنه المصادر وفق السيناريو الآتي، فلبنان دفع ضريبة الدم مسبقاً وبالتالي فان التغييرات المنتظرة ستحصل على البارد خلافاً للحماوة المستدامة في الكيانات المجاورة، لكن في الوقت عينه فان الأزمة السياسية ستتفاقم وتصل الى ذروتها حيث لا حلول لها في الأفق وبالتالي سيضطر العقلاء الى التفتيش عن السيناريو الهادىء للتسوية وهي تبدأ من طاولة الحوار الوحيدة المتوفرة في الوقت الحاضر، لكن جدول الاعمال سيكون مثيراً ومختلفاً عن السابق حيث سيطرح البعض المشارك المحاضر للمناقشات التي جرت في مؤتمر سان كلو في فرنسا الذي شارك فيه جميع القوى السياسية المحلية وتم الاعتراف خلاله بالحقوق وبالحرية الدينية لجميع الطوائف مع التوافق على اية صيغة للكيان اللبناني تحفظ للجميع حرية المعتقد دينياً وسياسياً.

اما بخصوص الفراغ الرئاسي فترى المصادر الغربية ان انتخاب الرئيس سيتم توازياً مع بدء اجتماعات طاولة الحوار وان مواصفات الرئيس المقبل سيكون محايداً، ولا ينتمي لأي فريق سياسي تختاره القوى الفاعلة قبل ان ينتخبه النواب ويبدأ عهده بالصيغة الجديدة التي تكون قد بدأت معالمها بالظهور على طاولة الحوار، وهذا الأمر حصل في بداية عهد الرئيس الياس الهراوي الذي حكم بموجب اتفاق الطائف قبل ان يقره النواب في ساحة النجمة وتؤكد المصادر ان القوى الاقليمية والمجتمع الدولي سيؤمنون الغطاء للصيغة الجديدة والدعم اللامتناهي للرئيس الجديد، لكن هذه الحلول والوقائع سوف تنتظر نهاية المشهد الدموي هناك.

وتتابع المصادر ان ما يجري في سوريا والعراق حالياً من تبادل الانتصارات العسكرية على ارض المعركة هو «تظبيط» حجر المساحة للولايات المتحدة حيث المساحون يرسمون بعناية الحدود النهائية لكل ولاية من المذاهب والقوميات.

وبحسب المصادر الغربية فان لم تعد الدولة ذات الحظوة الاولى في المنطقة لكن امنها سيبقى خط احمر للدول الكبرى ممنوع المساس به، لكن المساعدات الاقتصادة والعسكرية من اوروبا ومستودعات الاسلحة لم تعد مفتوحة كما في السابق فاوروبا رفضت دعم اليونان مادياً وبالتالي فان الشعب الاوروبي لن يقبل بوهب المال لإسرائيل ايضاً، فاسرائيل لن تبقى رأس الحربة لاوروبا واميركا، وبعد التطورات داخل الكيانات وتقسيم الدول الى ولايات فانها ستنعم بالرخاء الاقتصادي، اما بخصوص ايران فان هيمنتها السياسية سوف تنحسر وسطوتها السياسية على العراق وايران واليمن ولبنان ستتحول الى هيمنة موضعية على الشيعة في العراق والحوثيين في اليمن والعلويين في سوريا وحزب الله في لبنان فاوروبا واميركا يعتبران ان اي اشكال امني او ديبلوماسي مع الشيعة يمكن معالجته مع ايران كمرجعية فاعلة وقادرة، لكن في المقابل فان الارهاب والتطرف السني لا مرجعية قادرة على الحل معه.. فالازهر لا يمون والسعودية والدول الخليجية فاقدة السيطرة على الارهاب، وعليه سوف يسعى المجتمع الدولي الى فتح قنوات مباشرة مع بعض القوى الاسلامية كالنصرة وغيرها للحد من ارهابها وعدم وصوله الى ربوعه.. ضمن هذه الوقائع جرى الاتفاق النووي ولهذه الاسباب تقوم القيامة في اسرائيل والسعودية.