Site icon IMLebanon

مصادر ديبلوماسيّة غربيّة : الخطة الأميركيّة لطرد إيران من سوريا تدخل حيّز التنفيذ

 

على وقع الصفيح الساخن الذي يرقص عليه الافرقاء الاقليميون والدوليون، حقق محور الممانعة انجازا نوعيا تمثل في اسقاط «اف 16» اسرائيلية، قد تشكل مفصلا اساسيا في المرحلة المقبلة.

اللافت وسط كل ذلك ان ما حصل جاء تزامنا مع انتشار آلاف عناصر المارينز بعتادهم وبوارجهم ومنظومات صواريخهم المضادة على كامل الاراضي الاسرائيلية في اطار الاستعدادات الجارية لمناورة «جينيفر كوبرا» السنوية، حيث اوردت مواقع اعلامية اميركية عن وضع تلك الوحدات الاميركية بحال الجهوزية ليل الجمعة ـ السبت، وتجهيز منصاتها للرد على اي هجوم.

في المقابل تقول مصادر غربية، ان ايران نصبت كمينا محكما لتل ابيب من خلال «الدرون» التي قادت إلى استدراج المقاتلات الإسرائيلية إلى شن هجمات، حيث تعرضت إلى كمين المضادات الأرضية وصواريخ «اس.200» المطورة، ليتحول بذلك الاشتباك الجديد في إطار حرب شاملة تدور في سوريا وربما حولها، الى مواجهة مباشرة للمرة الاولى بين إسرائيل وإيران في سوريا، بعد يومين من تحذير خبراء دوليين من خطر تفجر حرب إقليمية على نطاق واسع، تكون سوريا ميدانها، في حال تجاوزت الأطراف المعنية الخطوط الحمراء المتفاهم حولها بصفة مباشرة أوغير مباشرة برعاية روسيا. ورجح الخبراء في تقرير أصدره مركز «مجموعة الأزمات الدولية» في بروكسل، الخميس، أن روسيا تنفرد بالقدرة على إبرام تفاهمات بين النظام السوري وإيران وحزب الله من ناحية، وإسرائيل من ناحية أخرى، قد تساعد على الوقاية من الحرب الإقليمية.

اشتباك جاء في لحظة مصيرية، مع دخول سوريا مرحلة جديدة يتمتع فيها نظام الرئيس بشار الأسد «باليد العليا» بعد المكاسب الميدانية التي جناها بفعل دعم حليفيه روسيا وإيران، ما لا يريح إسرائيل بحسب المصادر الغربية، التي لن ترضى بدور المتفرج، في ظل الخشية من عواقب المتغيرات السورية على التوازنات الاستراتيجية، وتخطي الخطوط الحمر مع دخول عناصر «ايرانية» الى المنطقة المحاذية للحدود مع اسرائيل، ما يدفع الى الاعتقاد بان تل ابيب اتخذت قرار المواجهة في لحظة تقاطع مع المصالح الروسية الساعية الى الحفاظ على نوع من توازن القوى.

مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت رأت ان ما يجري على الارض السورية منذ الاربعاء الماضي يندرج في اطار خطة اميركية متكاملة لضرب النفوذ الايراني وتقويضه، بعدما نجحت طهران في وصل بيروت بطهران برا، من هنا جاء اشتباك الخميس في دير الزور والذي شاركت فيه قوة من المارينز، وسيستكمل وفقا لتطور الاوضاع والظروف وتجاوب القوى الدولية والاقليمية المعنية.

ورغم ان نبرة التهدئة الإسرائيلية حيال المتغيرات العسكرية التي حصلت، تبين وجود مخاوف إسرائيلية من الانزلاق إلى حرب شاملة قد تهدد بسقوط عدد كبير وغير مسبوق من القتلى على الجبهة الداخلية ودمار في البنية التحتية، وخسائر في الجنود والعتاد وربما شرخ جديد في هيبة الجيش الإسرائيلي «الذي لا يقهر»، الا ان المصادر الغربية تطرح عددا من السيناريوهات التي قد تلجأ اليها تل ابيب:

-الاكتفاء برد محدود ومدروس، وهو ما يكون قد حصل فعلا.

-المجازفة بهجوم كبير ضد دمشق يشمل الجانب البري، وهوالسيناريو الذي كان معدا لإسقاط النظام السوري.

-تنفيذ عملية سياسية- عسكرية لإخلاء منطقة خفض التصعيد جنوبي سوريا مما تسميه الوجود الإيراني وحزب الله، بأخف الأضرار واقل كلفة.

في ظل تضارب الموقف الإسرائيلي تساؤلات عدة باتت مطروحة: ماذا تريد إسرائيل على أرض الواقع؟ هل تريد التصعيد ام أنها اضطرت للرد على اختراق الطائرة الإيرانية لحدودها بقصف مواقع إيرانية لكن إسقاط مقاتلتها دفعها لتكرار القصف؟ وما هي تداعيات إسقاط الطائرة ودور ذلك في إشعال مواجهة شاملة على الجبهة الشمالية؟ وهل هذه الحادثة ستقلل من الغارات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية أم ستزيدها؟