IMLebanon

تحذيرات ديبلوماسية غربية: تداعيات سلبية لعودة قيادات «حماس» الى لبنان

لم يكن مفاجئا ان تتضمن لائحة المطالب الخليجية من قطر «طرد» قيادات «حماس» و«الاخوان» من اراضيها نظرا للارتباط العضوي بين الجماعتين، رغم ما يقال عن ان وجود تلك القيادات في الامارة جاء تلبية لرغبة اسرائيلية لابقائها تحت اعين اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية. مطالب ارتأت الدوحة انها قابلة التحقيق فكان طلبها من تلك القيادات ضرورة المغادرة «على السكت»، ليكون لبنان احدى الضحايا المحتملين لتلك الخطوة مع الحديث عن سعي ووساطات لاعادة «حماس» الى لبنان.

اليوم عاد الملف ليطفو على السطح وسط حديث عن رغبة باعادة عدد من مسؤولي الحركة من الصف الثاني الى لبنان وجعل مقرهم في مخيم عين الحلوة، وهو ما تبلغت جهات لبنانية من اطراف خارجية تحذيرات واضحة بشأنه، لما قد يشكله من عامل تفجير كبير للمخيم في ظل توزع القوى داخله والتوازنات الاقليمية الراعية للاطراف الفاعلة فيه. وتكشف مصادر وثيقة الاطلاع على هذا الصعيد ان ثمة خطة اقليمية يسعى البعض الى تنفيذها اليوم تحت غطاء هذه العودة عبر سيناروهين:

الاول :صدام بين «حماس» و«الجماعات الاسلامية» المتطرفة داخل المخيم ، اذ ان دخول بعض القيادات سيستتبعه حتما ادخال لعناصر من الحركة الى عين الحلوة، ما سيخل بالتوازن القائم، علما انه كان للحركة دور فاعل في الفترة الماضية، وكذلك في الاشكال الذي جرى منذ فترة في مخيم برج البراجنة.

الثاني: انفجار الوضع بين «فتح» و«حماس»، في ظل تصاعد وتيرة التوتر بين رام الله وغزة على خلفية الصراع الاقليمي المحتدم، ما قد ينجم عنه من اضعاف لفتح في المخيم خصوصا فيما اذا قام تحالف بين الجماعات التي تمولها قطر داخل المخيم و«حماس» والذي لن يكون سوى على حساب فتح. السيناريوهان والكلام للمصادر يضع القيادتين السياسية والامنية اللبنانية امام اختبار صعب ما لم يتم تدارك الامور قبل وقوع المحذور، ذلك انه يجري الحديث عن اتجاه لبناني رسمي الى رفض قبول استقبال او دخول «القيادات المطرودة» الى لبنان والاقامة فيه لاسباب تتعلق بالامن القومي اللبناني، اذ تشير كل التقارير الخارجية الى وجود قطبة مخفية من وراء تلك الخطوة في هذه اللحظة بالذات، والمخاوف من محاولات لنقل الصراع الخليجي – الخليجي الى لبنان من بوابة عين الحلوة كاشفة ان مراجع ديبلوماسية غربية وضعوا في الساعات الماضية عددا من المسؤولين اللبنانيين في صورة مضاعفات استقبال أطراف لبنانية كوادرَ حماس، مؤكدين ان تداعياتها لن تكون ايجابية على البلاد، وقد تمنوا عليهم التحرك سريعا وتكثيف الجهود لمنع انتقال عناصر حماس الى لبنان وتثبيت أرجلهم في الداخل لان خطوة كهذه قد تكون كـ «دعسة ناقصة» غير محسوبة النتائج.

ورغم ان تلك المعلومات غير مؤكدة بعد ،يتحدث اكثر من مصدر عن ان مسؤولين وناشطين في «الحركة» وصلوا فعلا الى لبنان في خطوة تطرح جملة تساؤلات في الصالونات السياسية المحلية اذ هناك خشية كبيرة من تداعياتها، وهي تبدو «مشروعة» بحسب المصادر التي تذكّر في السياق باستضافة لبنان عام 1970 آلاف الفلسطينيين الهاربين من الاردن ابان انفجار الصراع بين عمّان والمقاتلين الفلسطينيين، ما قد يعرض الاستقرار اللبناني لانتكاسات وقد تفتح الباب أمام اعتداءات اسرائيلية جديدة على لبنان كون عدد من مسؤولي «حماس» الواصلين اليه، مطلوبين في تل أبيب ومحط تعقّب من قبلها. وتتعزز المخاوف اللبنانية أكثر في ضوء اعتبار تل ابيب مطار بيروت مكشوفا أمنيا، وتهديدها بضرب عناصر «حماس» أينما وجدوا.

وفي هذا الاطار تكشف المعلومات داخل مخيم عين الحلوة عن ان القيادة السياسية لحماس ستنتقل من قطر الى تركيا والقيادة العسكرية الى ايران ونائب رئيس المكتب السياسي في الحركة موسى ابو مرزوق سيقيم في لبنان.